184

Anwār al-Nabī (ṣ) asrāruhā wa anwāʿuhā

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Genres

ومستندهم في هذا الكشف والبصيرة، وما أمدهم الله به من الفراسة وصدق السريرة، مع ما يؤيد ذلك من الأحاديث والأخبار، ويؤكده من الإشارات الجليلة المقدار.

وقد خرج أنها أقاويل خمسة، وأن الثلاثة المتوسطة منها مقبولة عند العلماء، والأول مردود عند أكثر العارفين والفقهاء، والأخير هو المعول عليه عند كثير من أهل الله، كما يأتي بسطه بحول الله.

وإذا تقرر هذا وعلم، وتأمل وفهم، فلنشر بعده لما عثرنا عليه في المسألة من الآيات والأخبار والآثار، وما يتعلق بها من كلام الأئمة النظار، حتى تتبين أدلتها وتتضح لكل ذي بصر محجتها، وتزداد الأقاويل بها بيانا والقوة فيها قوة وبرهانا، ونختم بكلام أهل البصائر من الأولياء والصلحاء الأكابر؛ لأن كلامهم في هذا الباب هو الذي عليه المدار، وهو أولى بالاعتماد عليه والتعويل والاعتبار؛ لصدق فراستهم ونورانية بصيرتهم.

النور الخامس والعشرون وهو نور الحصر:

فهو النور الذي يكشف له عن الخواص عن المراتب وعن المنامات حتى عن أقصر ما يمكن، فإذا قدرنا أنه نالها لا يجد أحد بعده ما يطلب، مثل ما تقول يتيمة الدهر عند الملك لا يملكها أحد معه- كذلك القول فيه، فله الوسيلة والدرجة الرفيعة، فهذا هو الحصر، فإنه الذي ملك الأوفى من الكل.

* قلت: فهو الإنسان الكامل، وليس لأكمليته نظير (صلى الله عليه وسلم). وفيما تقدم ما يشير إلى توضيح ذلك.

Page 251