148

Anwār al-Nabī (ṣ) asrāruhā wa anwāʿuhā

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Genres

آدم من الأولين الذين أعطى الله محمدا (صلى الله عليه وسلم) علمهم حين قال عن نفسه أنه أعطاه الله علم الأولين والآخرين.

ومنها أتى الله داود الحكمة وفصل الخطاب، وجميع الصحف والكتب المنزلة من هذه الحضرة صدرت.

ومنها أملى الحق على القلم الأعلى ما سطره في اللوح المحفوظ، وكلام العالم كله غيبه وشهادته من هذه الحضرة، والكل كلام الله، فإنها الحضرة الأولى انتهى منه بلفظه أيضا.

وفيها أيضا في الباب الرابع والتسعين وثلاثمائة ما نصه:

والممكن الكامل المخلوق على الصورة الإلهية المخصوص بالصورة الإمامية لا بد وأن يكون جامعا لجميع الخير كله، ولهذا استحق الإمامة والنيابة العامة في العالم، ولهذا قال في آدم (عليه السلام): وعلم آدم الأسماء كلها [البقرة: 31]، وما ثم إلا اسم ومسمى وقد حصل علم الأسماء محمد (صلى الله عليه وسلم) حين قال: «علمت علم الأولين والآخرين»، فعلمنا أنه قد حصل عنده علم الأسماء فإنه من العلم الأول لأن آدم له الأولية فهو من الأولين في الوجود الحسي.

وقال عن نفسه فيما خص به على غيره أنه أوتي جوامع الكلم.

والكلم: جمع كلمة والكلم أعيان المسميات، قال تعالى: وكلمته ألقاها إلى مريم [النساء: 171]، وليست غير عيسى فأعيان الموجودات كلها أعيان كلمات الحق، وهي لا تنفد، فقد حصل له الأسماء والمسميات، فقد جمع الخير كله فاستحق السيادة على جميع الناس، وهو قوله: «أنا سيد الناس يوم القيامة (1)».

وهناك تظهر سيادته لكون الآخرة محل تجلى الحق العام، فلا يتمكن لتجليه دعوى من أحد فيما ينبغي أن يكون لله أو يكون من الله لمن شاء من عباده انتهى منه بلفظه أيضا.

وقد فسر الكلم بأعيان المسميات: أي مسميات أسماء آدم التي هي أعني المسميات الموجودات.

Page 215