Anwar Nabi
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Genres
من أشد الناس بأسا، وكان الشجاع هو الذي يقرب منه في الحرب لقربه من العدو (1)».
وقال عمران بن الحصين رضي الله عنه: «ما لقي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتيبة إلا وكان أول من يضرب (2)».
وكان (صلى الله عليه وسلم) أشد الناس تواضعا في علو منصبه، فكان يركب الحمار موكفا عليه قطيفة، وكان مع ذلك يستردف، وركب مرة حمارا عريا، وأمر أبا هريرة رضي الله عنه أن يركب معه، وكان فيه ثقل، فوثب ليركب فلم يقدر، فأمسك به (صلى الله عليه وسلم) فوقعا جميعا، ثم ثانيا كذلك، ثم أمره ثالثا فقال: «والذي بعثك بالحق لأركبنك ثالثا (3)».
وكان (صلى الله عليه وسلم) يعود المريض، ويتبع الجنائز، ويجيب دعوة الملوك، ويخصف النعل، ويرقع الثوب.
وكان يصنع في بيته مع أهله في حاجاتهم.
وكان أصحابه رضي الله عنهم أجمعين لا يقومون له لما عرفوا من كراهته لذلك، وكان يمر على الصبيان فيسلم عليهم، وأتى برجل فأرعد من هيبته، فقال له: «هون عليك، فلست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد (4)».
وكان (صلى الله عليه وسلم) يجلس بين أصحابه مختلطا بهم كأنه أحدهم، فيأتي الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل ، حتى طلبوا إليه (صلى الله عليه وسلم) أن يجلس مجلسا يعرفه الغريب، فبنوا له دكانا من طين فكان يجلس عليه (5).
Page 177