Anwar al-Hilalayn fi al-Taʿqubat ʿala al-Jalalayn
أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين
Publisher
دار الصميعي
Edition Number
الأولى ١٤١٤ هـ
Genres
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ ١.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ ٢.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ ٣.
_________
١ سورة آل عمران آية ١٠٢.
٢ سورة النساء آية ١.
٣ سورة الأحزاب آية ٧٠ - ٧١.
1 / 5
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد.
فإن تفسير الجلالين لجلال الدين المحلى وجلال الدين السيوطي من التفاسير المختصرة السهلة الشائعة بين الناس، وكثير قراؤه، وهو تفسير جيد نافع، غير أن فيه بعض زلات رأيت من واجبي التنبيه عليها، وتحذير الناس منها ليكونوا على بينة من أمر دينهم، حتى لا يقعوا في مزالق تؤثر على سلامة عقيدتهم.
والمفسران لهما جلالتهما وقدرهما، وأنا أقل من أن أحكم على هذين الإمامين الجليلين بشيء ولكن هي أمور وجب علي شرعًا التنبيه عليها والتحذير منها، ولا أحاكم شخصهما، إنما أناقش أمورًا قرراها في كتابهما.
ولا أدعي أنني أوفيت الأمر والموضوع وحقه، ولكن
1 / 6
هذه أمثله لهنات وزلات وقعت في الكتاب ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾ .
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1 / 7
المبحث الأول
التأويلات في بعض آيات الصفات
جاء في تفسير الجلالين تأويل بعض آيات الصفات على خلاف الظاهر وعلى خلاف منهج السلف في ذلك، ومن الأمثلة على ذلك:
المثال الأول: صفحة "٢" من سورة الفاتحة آية رقم "٣" قوله تعالى: ﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ .
قال المؤلف: "أي ذي الرحمة وهي إرادة الخير لأهله".
قلت: الرحمن الرحيم اسمان دالان على صفة الرحمة فالله تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي
1 / 9
وسعت كل شيء وعمت كل حي، والمؤلف ﵀ اقتصر على لازم الرحمة ولم يثبت صفة الرحمة والقواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات وإمرار آيات الصفات على ظاهرها دون تأويلها بما يخرجها عن حقيقة معناها، فإن التأويل بما ينافي حقيقة معنى الصفة هو تعطيل لها، بل ونوع من الإلحاد فيها.
المثال الثاني: الآية "١٥٨" من سورة الأنعام في قوله: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ﴾ .
قال المؤلف: "أو يأتي ربك: أي علاماته الدالة على الساعة".
قلت: هذا صرف اللفظ عن ظاهره وتعطيل لصفة الإتيان. قال ابن جرير في تفسير هذه الآية:
1 / 10
"يقول جل ثناؤه: هل ينتظر هؤلاء العادلون بربهم الأوثان والأصنام إلا أن تأتيهم الملائكة بالموت فتقبض أرواحهم أو أن يأتيهم ربك يا محمد بين خلقه في موقف القيامة"١.
المثال الثالث: الآية "٣٢ و٧٦ و١٣٤ و١٤٦" من سورة آل عمران والآية "٩٤" من سورة المائدة والآية "١٠٩" من سورة التوبة عطل صفة المحبة وصرفها عن ظاهرها إلى الثواب فقال: "يحببكم الله: بمعنى يثبكم الله". والصواب أن يقال: إن الله يحبكم وإذا أحبكم يثبكم لأن المثوبة من آثار المحبة لا عين المحبة.
_________
١ تفسير ابن جرير "٥/٤٠٤".
1 / 11
المثال الرابع: الآية "٣٢ و٥٨ و١٤٠" من سورة آل عمران عطل صفة الغضب وصرفها عن ظاهرها إلى العقاب فقال في قوله تعالى: " ﴿لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾: بمعنى أنه يعاقبهم".والصواب: أن من نتائج عدم محبة الله لهم أن يعاقبهم.
المثال الخامس: الآية "٥٤" من سورة الأعراف قوله تعالى: ﴿مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ﴾ .
قال المؤلف: "بقدرته".
قلت: هذا صرف للفظ عن ظاهره وتعطيل لصفة الأمر. قال ابن جرير في تفسير هذه الآية: "يقول تعالى ذكره: إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم كل ذلك بأمره أمرهن فأطعن أمره، فلله الخلق كله والأمر الذي لا يخالف ولا يرد أمره دون ما سواه من
1 / 12
الأشياء كلها ودون ما عبده المشركون من الآلهة والأوثان التي لا تضر ولا تنفع ولا تأمر "١. فالصواب أن يقال: إن المراد من الأمر كلام الله وحكمه وهو غير القدرة.
المثال السادس: صفحة "١٨٦" من سورة الأعراف الآية رقم "٥٤" وطه الآية "٥" ص "٣٧٤" والسجدة الآية رقم "٤" ص "٥٠١" في قوله تعالى: ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ .
قال المؤلف: "استواء يليق به".
قلت: إن كان المؤلف يريد به تفويض كيفية الاستواء فهذا حق لأن الكيفية على الوجه اللائق به سبحانه ولا يعلم ذلك إلا الله كما قال مالك: ".. والكيف مجهول".
وأما إن كان يريد بذلك أن معنى الاستواء نفسه
_________
١ تفسير ابن جرير "٥/٥١٤".
1 / 13
مجهول فهذا فرار من إثبات صفة العلو والاستواء على العرش لأن السلف ذكروا أن الاستواء معناه العلو والارتفاع والاستقرار١.
وعبارة المؤلف تحتمل كلا المعنيين، ولكن السلف لم يجهلوا معنى الاستواء كما قال الإمام مالك وغيره: "الاستواء معلوم".
المثال السابع: ص١٣٨ من سورة المائدة الآية رقم "٦٤" في قوله تعالى: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾ .
قال المؤلف: "مبالغة في الوصف بالجود وثنى اليد لإفادة الكثرة إذ الغاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطي بيديه".
قلت: لا شك أن الله سبحانه بسط فضله وجوده وإحسانه الديني والدنيوي على عباده لكن المصنف أغفل إثبات صفة اليدين بل صرفها عن
_________
١ انظر صحيح البخاري "٤/٣٨٧".
1 / 14
حقيقتها وقد أجمع أهل السنة على القول بما تظافرت على إثباته النصوص من الكتاب والسنة من أن لله يدين حقيقية على الكيفية اللائقة بجلاله والتثنية هنا إثبات لأنهما يدان وليس يدا ً واحدة وفي الحديث: "وكلتا يدي ربنا يمين" ١ فيجب المصير إلى هذا القول وتفسير الآية على هذا المعنى، نعم الجود من لوازم إثبات صفة اليد لكن لا يجوز تفسير الآية باللازم وترك الملزوم فيجب إثبات صفة اليدين ولوازمها ومن القواعد المقررة عند أهل السنة الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات.
المثال الثامن: صفحة "٢٤٨" من سورة يونس الآية رقم "٢١" في قوله تعالى: ﴿قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْرًا﴾ .
قال المؤلف: "مجازاة".
قلت: حقيقة المكر تدبير محكم في إنزال
_________
١ رواه مسلم ٣/١٤٥٨" عن عبد الله بن عمرو.
1 / 15
العقوبة بالمجرم من حيث لا يشعر فهو أخص من مطلق الجزاء، لأنه عقوبة على وجه مخصوص، فالمكر من الله تعالى تدبير لرد كيد الكائد في نحره، وإنزال العقوبة به من حيث لا يشعر، ومجازاته بجنس عمله ونيته. هذا ومما يجب أن يعلم أنه لا يطلق على الله تعالى اسم ماكر استنباطًا من الآية، حاشا لله، بل يقال إن الله تعالى هو خير الماكرين، والله يمكر بالكافرين والمنافقين، فيقف القائل عند حدود ما ورد في النصوص مقيدًا، حتى لا يكون موهمًا بنسبة شيء إلى الله تعالى مما لم يرد.
المثال التاسع: صفحة "٢٩٧" من سورة الرعد الآية رقم "٩" في قوله تعالى: ﴿الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ .
قال المصنف: "المتعال على خلقه بالقهر".
1 / 16
قلت: هذا أحد معاني العلو الثابتة له سبحانه، فهو المتعالي على كل شيء بقهره، والمتعالي عن كل سوء ونقص بكماله والمتعالي بذاته فوق خلقه. فالله تعالى هو المتعال بأنواع ثلاثة، فلا يجوز قصر "المتعال" على نوع واحد.
المثال العاشر: صفحة "٤٧٩" من سورة القصص الآية رقم "٨٨" في قوله تعالى: ﴿إِلا وَجْهَهُ﴾ .
قال المؤلف: "إلا إياه".
قلت: غفر الله للمؤلف فقد حرف معنى صفة الوجه إلى معنى الذات وهذا تعطيل واضح فالوجه من صفات الله الحقيقية التي تليق به سبحانه ولا شك أن الوجه يستلزم الذات فقوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ﴾ معناه كل شيء فانٍ إلا
1 / 17
تعالى أي يبقى وجهه ﵎ لا يهلك فيلزم من بقاء وجهه بقاء ذاته فلا يجوز إرادة اللازم ونفي الملزوم. بل يجب إثبات الملزوم مع إثبات اللازم.
المثال الحادي عشر: صفحة "٢٥٧" من سورة فاطر الآية رقم "١٠" في قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ .
قال المؤلف: "إليه يصعد الكلم الطيب قال يعلمه وهو لا إله إلا الله والعمل الصالح يرفعه يقبله".
قلت: غفر الله للمؤلف فليس معنى إليه يصعد الكلم الطيب العلم، فهذا صرف للنص عن ظاهر معناه إلى معنى غير ظاهر وتعطيل لصفة علو الله، بل معناه: أن الكلم الطيب من قراءة وتسبيح وتحميد وتهليل وكل كلام حسن طيب يرفع إلى الله
1 / 18
ويعرض عليه ويثني الله على صاحبه بين الملأ الأعلى و"العمل الصالح" من أعمال القلوب وأعمال الجوارح "يرفعه" الله تعالى إليه أيضًا كالكلم الطيب.
وقيل: العمل الصالح يرفع الكلم الطيب وذلك لأن العمل الصالح برهان على صحة وصدق الكلم الطيب الصادر من العبد على لسانه فيكون رفع الكلم الطيب بحسب أعمال العبد الصالحة فهي التي ترفع كلمه الطيب فإذا لم يكن له عمل صالح لم يرفع له قول إلى الله تعالى١، وهذه الآية من أعظم حجج أهل السنة على أهل البدع في باب إثبات صفة العلو لله تعالى.
_________
١ انظر تفسير كلام المنان "٦/٣٠٣-٣٠٤".
1 / 19
المثال الثاني عشر: صفحة "٥٠٠" من سورة لقمان الآية رقم "٢٧" في قوله تعالى: ﴿مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ﴾ .
قال المؤلف: "المعبر بها عن معلوماته".
قلت: تفسير كلمات الله بمعلوماته خلاف ما فهمه السلف منها، وهو بالتالي عدول عن ظاهر اللفظ، بل كلماته سبحانه هي كلامه وقوله الذي لا نفاد له، لأنه سبحانه أول بلا ابتداء، آخر بلا انتهاء، لم يزل ولا يزال يتكلم بما شاء إذا شاء فلا حد لكلامه سبحانه فيما مضى ولا فيما يُستقبل، وما يقدر من الأشجار والبحور لتكتب به كلمات الله لا نفاد له، وتفسير كلمات الله وبمقدوراته، أو معلوماته تفسير لها بأمور وجوديه وعدمية، وكلمات الله تعالى الموصوفة بأنها لا تنفد هي أمور وجودية، وكأن هذا التفسير الذي ذكره المؤلف يرجع إلى مذهب الأشاعرة
1 / 20
والماتريدية الحنفية في كلام الله، وهو أن كلام الله معنى واحد نفسي قديم فلا يوصف بالتعدد، وهو خلاف مذهب أهل السنة والجماعة، فإنهم يقولون: لم يزل الله ولا يزال يتكلم بما شاء إذا شاء وكيف شاء وكلماته لا نهاية لها، فيوصف تعالى بأنه قال ويقول ونادى وينادي كما أخبر بذلك تعالى عن نفسه وهو أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا وأحسن حديثًا من خلقه١.
المثال الثالث عشر: صفحة "٥٠٢" من سورة السجدة الآية رقم "٥" في قوله تعالى: ﴿يَعْرُجُ إِلَيْهِ﴾ .
قال المؤلف: "يرجع الأمر والتدبير".
_________
١ انظر تفسير ابن جرير "٢١/٨٠-٨٢" والبغوي "٦/٢٩٢" والسعدي "٦/١٦٦".
1 / 21
قلت: يستفاد من مجموع أقوال السلف في تفسير هذه الآية أن العروج بمعنى الصعود فالملائكة تنزل بأمر الله تعالى إلى الأرض ثم ترجع صاعدة بأمر ربها، وهذا إثبات لعلو الله تعالى على خلقه، قال ابن جرير الطبري: "وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: معناه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقدار ذلك اليوم في عروج ذلك الأمر إليه ونزوله إلى الأرض ألف سنة مما تعبدون من أيامكم خمس مئة في النزول وخمس مئة في الصعود، لأن ذلك أظهر معانيه وأشبهها بظاهر التنزيل"١.
المثال الرابع عشر: صفحة "٥٥٦" من سورة ص
_________
١ تفسير ابن جرير "١٠/٢٣٢".
1 / 22
الآية رقم "٧٥" في قوله تعالى: ﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ .
قال المؤلف: "أي توليت خلقه وهذا تشريف لآدم فإن كل مخلوق لم يتول الله خلقه".
قلت: غفر الله للمؤلف فليس تولي خلق آدم معنى اليدين بل هو تعطيل لصفة اليدين وعدول عن ظاهر اللفظ وخلاف لما فهمه السلف، قال ابن جرير الطبري: "أي شيء منعك من السجود ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ يقول: لخلق يدي يخبر تعالى ذكره بذلك أنه خلق آدم بيديه كما حدثنا ابن المثنى قال: ثنا محمد بن جعفر قال: ثنا شعبة قال: أخبرني عبيد المكتب، قال: سمعت مجاهدًا يحدث عن ابن عمر قال: خلق الله أربعة بيده: العرش، وعدن، والقلم، وآدم ثم قال:
1 / 23
لكل شيء كن فكان".١
ولولا أن المقصود بذلك خلقه آدم باليدين حقيقة، ما كان هناك مزية لآدم ولا تشريف له، فإن كل المخلوقات تولى الله خلقها، وخلقها بقدرته فمن هنا يبطل تأويل من فسر اليدين بالقدرة أو بتولي الخلق أو غير ذلك.
المثال الخامس عشر: سورة الزخرف الآية رقم "٣" في قوله تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ .
قال المؤلف: "أوجدنا الكتاب بلغة العرب".
قلت: هذا كلام باطل؛ لأن المؤلف تأثر بالزمخشري وهو جهمي معتزلي، فقد قال: ".... أي خلقناه"٢.
_________
١ تفسير ابن جرير "١٠/٦٠٦" ط. دار الكتب العلمية.
٢ الكشاف ٣/٤٧٧.
1 / 24
والصواب ما قاله ابن جرير وابن كثير: "أي أنزلناه...."١.
المثال السادس عشر: صفحة "٥٦٦" من سورة الزمر الآية رقم "٦٧" في قوله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ .
قال المؤلف: "ما عرفوه حق معرفته، أو ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره ﴿وَالأَرْضُ جَمِيعًا﴾ حال: أي السبع "قبضته" أي مقبوضه له: أي في ملكه وتصرفه ﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ﴾ مجموعات "بيمينه" بقدرته..".
_________
١ جامع البيان ٢٥/٤٧ وتفسير ابن كثير ٤/١٢٢.
1 / 25