Ansab al-asraf

Baladuri d. 279 AH
26

Ansab al-asraf

أنساب الأشراف

Investigator

سهيل زكار ورياض الزركلي

Publisher

دار الفكر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Publisher Location

بيروت

٥٢- وَقَالَ هِشَامٌ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّخَعُ، وَثَقِيفُ بْنُ إِيَادِ بْنِ نِزَارٍ- فَثَقِيفٌ قَسِيُّ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ النَّبِيتِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دَعْمِيِّ بْنِ إِيَادٍ، وَالنَّخَعُ بْنُ عَمْرِو بن الطّمثا (ن) بن عوذ مناة بن يقدم بْنِ أَفْصَى- فَخَرَجَا وَمَعَهُمَا عَنْزُ لَبُونٍ يَشْرَبَانِ لَبَنَهَا. فَعَرَضَ لَهُمَا مُصَدِّقٌ مَلِكُ الْيَمَنِ، فَأَرَادَ أَخْذَهَا. فَقَالا: إِنَّمَا نَعِيشُ بِدَرِّهَا: فَرَمَى أَحَدُهُمَا الْمُصَدِّقَ، فَقَتَلَهُ. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنَّهُ لا يَحْمِلُنِي وَإِيَّاكَ أَرْضٌ. فَأَمَّا النَّخَعُ فَمَضَى إِلَى بِيشَةَ، فَأَقَامَ بِهَا. وَنَزَلَ قَسِيٌّ مَوْضِعًا قَرِيبًا مِنَ الطَّائِفِ، فَرَأَى جَارِيَةً تَرْعَى غَنَمًا لِعَامِرِ بْنِ الظَّرِبِ الْعَدْوَانِيِّ، فَطَمِعَ فِيهَا، وَقَالَ: أَقْتُلُ الْجَارِيَةَ ثُمَّ أَحْوِي الْغَنَمَ. وَأَنْكَرَتِ الْجَارِيَةُ مَنْظَرَهُ، فَقَالَتْ لَهُ: إِنِّي أَرَاكَ تُرِيدُ قَتْلِي وَأَخْذَ الْغَنَمِ، وَهَذَا شَيْءٌ إِنْ فَعَلْتَهُ قُتِلْتَ وَأُخِذَتِ الْغَنَمُ مِنْكَ، وَأَظُنُّكَ غَرِيبًا خَائِفًا. فَدَلَّتْهُ عَلَى مَوْلاهَا. فَأَتَاهُ، فَاسْتَجَارَهُ. فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ، وَأَقَامَ بِالطَّائِفِ، فَقِيلَ: لِلَّهِ دَرُّهُ، مَا أَثْقَفَهُ، حِينَ ثَقِفَ عَامِرًا فَأَجَارَهُ. وَكَانَ قَدْ مَرَّ بِيَهُودِيَّةٍ بِوَادِي الْقُرَى، حِينَ قَتَلَ الْمُصَدِّقَ، فَأَعْطَتْهُ قُضْبَانَ كَرْمٍ. فَغَرَسَهَا بِالطَّائِفِ فَأَطْعَمَتْ وَنَفَعَتْهُ. ٥٣- قالوا: وكانت إياد تغير على السواد وتفسد. فجعل سابور بن هرمز بن نرسي بن بهرام بينه وبينهم مسالح بالأنبار [١] / ١٢/ وعين التمر وغير هاتين الناحيتين. فكانوا إذا أخذوا الرجل منهم، نزعوا كتفه. فسمت العرب سابور «ذا الأكتاف» ثم إن إياد (ا) أغارت على السواد في ملك أنوشروان كسرى بن قباذ بن فيروز. فوجه إليهم جيوشا كثيفة. فخرجوا هاربين. وأتبعوا، فغرق منهم بشر، وأتى فلهم بني تغلب. فأقاموا معهم على النصرانية. فأساءت بنو تغلب جوارهم. فصار قوم منهم إلى الحيرة متنكرين، مستخفين، فأقاموا بها. وأتى آخرون نواحي أمنوا بها. ولحق جلهم بغسان بالشام، فلم يزالوا معهم. فلما جاء الإسلام دخل بعضهم بلاد الروم، وأتى بعضهم حمص، وأنطاكية، وقنسرين، ومنبج وما والى هذه المدن. ودخل منهم قوم في خثعم، وفي تنوخ. وبالحيرة

[١] خ: «بالأنمار» . لعل الصواب ما أثبتناه.

1 / 27