Ansab al-asraf

Baladuri d. 279 AH
138

Ansab al-asraf

أنساب الأشراف

Investigator

سهيل زكار ورياض الزركلي

Publisher

دار الفكر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Publisher Location

بيروت

فيه: «إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [١] . فركب حمارا له- ويقال: بغلة له بيضاء- فلما صار بشعب من تلك الشعاب، وهو يريد الطائف، ربض به الحمار أو البغلة على شبرقة، فأصابت رجله شوكة منها/ ٦٣/ فانتفخت حتى صار كعنق البعير. ومات. ويقال: إنه لما ربض به حماره أو بغلته، لدغ فمات مكانه. وكان ابنه عمرو يقول: لقد مات أبي وهو ابن خمس وثمانين سنة، وإنه ليركب حمارا له من هذه الدباب [٢] إلى ماله بالطائف، فيمشي عنه أكثر مما يركبه. ٢٨٧- وقال الواقدي: مات العاص بعد هِجْرَةِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى المدينة بأشهر، وهو ابن خمس وثمانين سنة. وكان يكنى أبا عمرو. ٢٨٨- وحدثني محمد بن سعد قال: قلت للواقدي: قال الله ﷿ «إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [٣]»، وهذه السورة مكية. فقال: سألت مالكا وابن أبي ذئب عن هذا، فقالا: كفاه إياهم، فبعضهم مات، وبعضهم عمي فشغل عنه، وبعضهم كفاه إياه إذ هيأ الله له من أسباب مفارقته بالهجرة ما هيأ له. قال: وقال غيرهما: كفاه الله أمرهم، فلم يضروه بشيء. النضر بن الحارث العبدري ٢٨٩- كان النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار يكنى أبا فائد. وكان أشد قريش مباداة للنبي ﷺ بالتكذيب والأذى. وكان صاحب أحاديث، ونظر في كتب الفرس، ومخالطة النصارى واليهود. وكان لما سمع بذكر النبي ﷺ وحضور وقت مبعثه، يقول: والله لئن جاءنا نذير لنكونن أهدى من إحدى الأمم. فنزلت فيه: «وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ [٤]» .

[١] القرآن، الكوثر (١٠٨/ ٣) . [٢] الدباب، كأنه مترادف الدواب. [٣] القرآن، الحجر (١٥/ ٩٥) . [٤] القرآن، فاطر (٣٥/ ٤٢) .

1 / 139