84

Anmudhaj Jalil

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Investigator

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Publisher

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Edition Number

الأولى،١٤١٣ هـ

Publication Year

١٩٩١ م

Publisher Location

الرياض

قلنا: (كان) في القرآن العزيز على خمسة أوجه: كان بمعنى الأزل والأبد، كما في قوله تعالى: (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) وكان بمعنى المضى المنقطع كما في قوله تعالى: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ) . وهو الأصل في معانى كان كما تقول: كان زيد صالحا أو فقيرًا أو مريضًا ونحو ذلك، وكان بمعنى الحال كما في قوله تعالى: (كنتم خير أمة) . وقوله: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) . وكان بمعني الاستقبال كما في قوله تعالى: (وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا) . وكان بمعني صار كما في قوله تعالى: (وكان من الكافرين) . * * * فإن قيل: كيف قال: (وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ) والكافرون أيضًا يرجون الثواب في محاربة المؤمنين، لأنهم يعتقدون أن دينهم حق، وأنهم ينصرون دين الله ويذبون عنه ويقاتلون أعداءه، كما يعتقدون المؤمنون فالرجاء مشترك؟ قلنا: قيل أن الرجاء هنا بمعنى الخوف كما في قوله تعالى: (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) . وقوله تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ) .

1 / 83