326

Unmūdhaj jalīl fī asʾila wa-ajwiba ʿan gharāʾib āy al-tanzīl

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Editor

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Publisher

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Edition

الأولى،١٤١٣ هـ

Publication Year

١٩٩١ م

Publisher Location

الرياض

ينسب إليه العبث في حملها.
* * *
فإن قيل: كيف نقل أنها كانت تضيء له بالليل، وتدفع نه الهوام، وتثمر له إذا اشتهى الثمار فغرسها في الأرض من ساعتها، ويركزها فينبع الماء من مركزها، فإذا رفعها نضب، وكان يستقى بها فتطول بطول البئر وتقصر بقصرها، فهلا عدد هذه المنافع؟
قلنا: كره أن يشتغل عن سماع كلام الله تعالى بتفصيل منافعها، ففصل البعض وأجمل الباقى بقوله: (وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى) والله أعلم بما أجمله، الثانى: (أنه) ذكر المنافع التى هى ألزم
له وحاجته إليها أمس، وإن كانت المنافع التى أجملها أعجب وأغرب.
* * *
فإن قيل: قد ذكر الله تعالى عصى موسى ﵊ بلفظ الحية والثعبان والجان، وبين الثعبان والجان تناف، لأن الجان الحية الصغيرة كذا قاله ابن عرفه، والثعبان الحية العظيمة كذا نقله الأزهرى عن الزجاج وقطرب؟
قلنا: أراد بها في صورة الثعبان العظيم وصفة الحية الصغيرة وحركتها، ولهذا قال: (فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ)، الثانى: أنها كانت في أول انقلابها تنقلب حية صغيرة صغراء دقيقة ثم تتورم ويتزايد حجمها حتى تصير ثعبانًا، فأريد بالجان أول حالها، وبالثعبان مآلها.

1 / 325