324

Unmūdhaj jalīl fī asʾila wa-ajwiba ʿan gharāʾib āy al-tanzīl

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Editor

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Publisher

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Edition

الأولى،١٤١٣ هـ

Publication Year

١٩٩١ م

Publisher Location

الرياض

سورة طه ﵊
* * *
فإن قيل: كيف حكى الله تعالى قول موسى ﵊ لأهله عند رؤية النار في هذه السورة، وفى سورة النمل، وفى سورة القصص بعبارات مختلفة، وهذه القضية لم تقع إلا مرة واحدة، فكيف اختلفت (عبارات) موسى ﵊ فيها؟
قلنا: قد سبق في سورة الأعراف في قصة موسى ﵊ مثل هذا السؤال والجواب المذكور ثم هو الجواب هنا.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا)
ظاهر اللفظ نهى من لا يؤمن بالساعة عن صد موسى ﵊ عن الإيمان بها، والمقصود هو نهى موسى عن التكذيب بها، فكيف تنزيله؟
قلنا: معناه كن شديد الشكيمة في الدين، صليب المعجم لئلا يطمع في صدك عن الإيمان بها من لا يؤمن بها، وهذا كقولهم: لا أرينك هنا معناه لا تدن منى ولا تقرب من حضرتى لئلا أراك، ففى الصورتين النهى متوجه إلى المسبب والمراد به النهى عن السبب.
وهو القرب منه والجلوس بحضرته إنه سبب رؤيته وكذلك لين موسى ﵊ في الدين وسلاسة قياده سبب لصدهم إياه.
* * *
فإن قيل: ما فائدة السؤال في قوله تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) وهو أعلم بما في يده جملة وتفصيلا؟

1 / 323