186

Anmudhaj Jalil

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Investigator

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Publisher

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Edition Number

الأولى،١٤١٣ هـ

Publication Year

١٩٩١ م

Publisher Location

الرياض

فإن قيل: كيف قال تعالى: (فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) والبغى لا يكون إلا بغيو الحق، لأن البغى هو التعدى والفساد، من قولهم: بغى الجرح إذا فسد، كذا قاله الأصمعي فما فائدة التقييد؟
قلنا: قد يكون الفساد بالحق كاستيلاء المسلمين على أرض الكفار.
وهدم دورهم، واحراق ذروعهم، وقطع أشجارهم، كما فعل الرسول ﷺ ببنى قريظة.
* * *
فإن قيل: كيف شبه تعالى الحياة الدنيا بماء السماء، دون ماء الأرض فقال: (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ) ؟
قلنا: لأن ماء السماء وهو المطر لا تأثير لكسب العبد فيه، ولا حيلة، كما أن الحياة كذلك لا حيلة للعبد في في زيادتها ونقصانها.
الثانى: أن ماء السماء يستوى فيه جميع الخلائق الوضيع والشريف والغنى والفقير، وغيرهما أيضًا كالمدد والحجر والشوك والثمر، كما أن الحياة كذلك، فكان تشبيه الحياة بماء السماء أشد مناسبة ومطابقة.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى هنا: (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ) وقال في موضع آخر: (وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)؟
قلنا: يوم القيامة مواقف ومواطن، ففي موقف لا يكلمهم، وفى

1 / 185