114

Anmudhaj Jalil

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Investigator

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Publisher

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Edition Number

الأولى،١٤١٣ هـ

Publication Year

١٩٩١ م

Publisher Location

الرياض

الأولى ثم خص الخمر والميسر بالذكر في الآية الثانية؟ قلنا: لأن العداوة والبغضاء بين الناس تقع كثيرًا بسبب الخمر والميسر، وكذلك يشتغلون بهما عن الطاعة بخلاف الأنصاب والأزلام. فإن هذه المفاسد لا توجد فيها وإن كان فيها مفاسد أخر، وقيل: إنما كرر ذكر الخمر والميسر فقط لأن الخطاب للمؤمنين بدليل قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) . وهم إنما كانوا يتعاطون الخمر والميسر فقط، وإنما جمع الأربعة في الآية الأولى ليبين للمؤمنين أن هذه الأربعة من أعمال الجاهلية، وأنه لا فرق بين من عبد صنمًا أو أشرك بالله بدعوى علم الغيب، وبين من شرب الخمر أو قامر مستحلا لهما. * * * فإن قيل: كيف يحسن أن يفعل الله تعالى فعلا يتوسل به إلى تحصيل علم حتى قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ) ؟ قلنا: معناه ليميز الله الخائف من غير الخائف عند الناس، وقيل: معناه ليعلم الخوف واقعًا كما علمه منتظرًا. * * * فإن قيل. كيف قال: (وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) ووصف العمدية ليس بشرط لوجوب الجزاء، فإنه لو قتله ناسيًا أو مخطئًا وجب الجزاء أيضًا؟ قلنا: عند ابن عباس وجماعة من الصحابة والتابعين رضى الله عنهم

1 / 113