قال الذهبي : مراسيل الزهري كالمعضل، لأنه يكون سقط منه اثنان، ولا يسوغ أن نظن به أنه أسقط الصحابي فقط، ولو كان عنده عن صحابي لأوضحه ولما عجز عن وصله. ولو أنه يقول: عن بعض أصحاب النبي ^، ومن عد مرسل الزهري كمرسل سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير ونحوهما، فإنه لم يدر ما يقول. نعم مرسله كمرسل قتادة ونحوه (5/238-239).
مراسيل عطاء والحسن:
قال يحيى بن سعيد القطان: مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء بكثير. كان عطاء يأخذ عن كل ضرب.
وقال الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل: ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء ابن أبي رباح، كانا يأخذان عن كل أحد. ومرسلات ابن المسيب أصح المراسيل، ومرسلات إبراهيم النخعي لا بأس بها (5/86).
منزلة علماء الجرح والتعديل :
قال ابن الرومي: ما رأيت أحدا قط يقول الحق في المشايخ غير يحيى - يعني ابن معين - ، وغيره كان يتحامل بالقول.
قال الذهبي : هذا القول من عبد الله ابن الرومي غير مقبول، وإنما قاله باجتهاده ، ونحن لا ندعي العصمة في أئمة الجرح والتعديل ، لكن هم أكثر الناس صوابا ، وأندرهم خطأ ، وأشدهم إنصافا ، وأبعدهم عن التحامل . وإذا اتفقوا على تعديل أو جرح فتمسك به ، واعضض عليه بناجذيك ، ولا تتجاوزه فتندم . ومن شذ منهم فلا عبرة به . فخل عنك العناء ، وأعط القوس باريها ، فوالله لو لا الحفاظ الأكابر لخطبت المبتدعة على المنابر ، ولئن خطب خاطب من أهل البدع ، فإنما هو بسيف الإسلام وبلسان الشريعة ، وبجاه السنة ، وبإظهار متابعة ما جاء به الرسول ^ ، فنعوذ بالله من الخذلان (11/82).
لا يقبل الجرح إذا تبين أن الصواب خلافه:
Page 67