نقل الذهبي قول أبي سعد الماليني : طالعت كتاب "المستدرك" الذي صنفه الحاكم من أوله إلى آخره ، فلم أر فيه حديثا على شرطهما.
ثم قال: هذه مكابرة وغلو، وليست رتبة أبي سعد أن يحكم بهذا، بل في "المستدرك" شيء كثير على شرطهما، وشيء كثير على شرط أحدهما، ولعل مجموع ذلك ثلث الكتاب، بل أقل، فإن في كثير من ذلك أحاديث في الظاهر على شرط أحدهما أو كليهما، وفي الباطن لها علل خفية مؤثرة، وقطعة من الكتاب إسنادها صالح وحسن وجيد، وذلك نحو ربعه، وباقي الكتاب مناكير وعجائب، وفي غضون ذلك أحاديث نحو المائة يشهد القلب ببطلانها، كنت قد أفردت منها جزءا، وحديث الطير بالنسبة إليها سماء، وبكل حال فهو كتاب مفيد، قد اختصرته، ويعوز عملا وتحريرا (17/175-176).
الحديث الضعيف في فضائل الأعمال :
* قال الذهبي في ترجمة ليث ابن أبي سليم: بعض الأئمة يحسن لليث ولا يبلغ حديثه مرتبة الحسن، بل عداده في مرتبة الضعيف المقارب، فيروى في الشواهد والاعتبار، وفي الرغائب والفضائل، أما في الواجبات فلا (6/184).
* وقال سفيان بن عيينة : لا تسمعوا من بقية - يعني ابن الوليد - ما كان سنة ، واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره.
قال الذهبي : لهذا أكثر الأئمة على التشديد في أحاديث الأحكام ، والترخيص قليلا - لا كل الترخيص - في الفضائل والرقائق ، فيقبلون في ذلك ما ضعف إسناده ، لا ما اتهم رواته ، فإن الأحاديث الموضوعة والأحاديث شديدة الوهن لا يلتفتون إليها ، بل يروونها للتحذير منها، والهتك لحالها. فمن دلسها أو غطى تبيانها فهو جان على السنة ، خائن لله ورسوله . فإن كان يجهل ذلك فقد يعذر بالجهل ، ولكن سلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (8/520).
مراسيل الزهري:
قال يحيى بن سعيد بن القطان: مرسل الزهري شر من مرسل غيره، لأنه حافظ، وكل ما قدر أن يسمي سمى، وإنما يترك من لا يحب أن يسميه.
Page 66