قال عثمان بن خرزاذ : يحتاج صاحب الحديث إلى خمس، فإن عدمت واحدة فهي نقص: يحتاج إلى عقل جيد، ودين، وضبط، وحذاقة بالصناعة مع أمانة تعرف منه.
قال الذهبي : الأمانة جزء من الدين، والضبط داخل في الحذق. فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيا، ذكيا، نحويا، لغويا، زكيا، حييا، سلفيا. يكفيه أن يكتب بيده مائتي مجلد، ويحصل من الدواوين المعتبرة خمس مائة مجلد، وأن لا يفتر من طلب العلم إلى الممات بنية خالصة وتواضع، وإلا فلا تتعن (13/380).
احتياطهم في رواية الحديث:
* قال الشافعي: كان مالك إذا شك في حديث طرحه كله (8/75).
* وقال أبو عمار الحسين بن حريث : قلت للشقيقي : سمعت من أبي حمزة كتاب الصلاة ؟ قال : قد سمعت، ولكن نهق حمار يوما فاشتبه علي حديث، فلا أدري أي حديث هو، فتركت الكتاب كله (10/351-352) .
إعلام الناس باحتلام الغلام أثناء الطلب :
احتلم عبد الرحمن بن بشر فدعا أبوه عبد الرزاق وأصحاب الحديث الغرباء، فلما فرغوا من الطعام قال: اشهدوا أن ابني قد احتلم، وهو ذا يسمع من عبد الرزاق، وقد سمع من سفيان بن عيينة (12/342).
غاية المحدث:
سئل سهل بن عبد الله التستري : إلى متى يكتب الرجل الحديث؟ قال: حتى يموت، ويصب باقي حبره في قبره (13/331).
بين المحدثين القدامى والجدد:
قال الذهبي - بعد أن ذكر صلاح قبيصة -:
كذا كان والله أهل الحديث، العلم والعبادة. واليوم فلا علم ولا عبادة، بل تخبيط ولحن وتصحيف كثير وحفظ يسير. وإذا لم يرتكب العظائم ولا يخل بالفرائض فلله دره.
* وقال أيضا : وإنما شأن المحدث اليوم الاعتناء بالدواوين الستة ومسند أحمد وسنن البيهقي، وضبط متونها وأسانيدها، ثم لا ينتفع بذلك حتى يتقي ربه ويدين بالحديث. فعلى علم الحديث وعلمائه ليبك من كان باكيا . فقد عاد الإسلام المحض غريبا كما بدأ . فليسع امرؤ في فكاك رقبته من النار . فلا حول ولا قوة إلا بالله.
Page 63