في ترجمة الخطيب البغدادي أن سعيدا المؤدب قال له عند قدومه: أنت الحافظ أبو بكر؟ فقال: انتهى الحفظ إلى الدارقطني (18/281).
وفي ترجمة الإمام أبي الحسن الدارقطني أنه حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار، فجعل ينسخ جزءا كان معه، وإسماعيل يملي، فقال رجل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فقال الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك، كم تحفظ أملى الشيخ؟ فقال: لا أحفظ. فقال الدارقطني: أملى ثمانية عشر حديثا، الأول عن فلان عن فلان، ومتنه كذا وكذا، والحديث الثاني عن فلان عن فلان، ومتنه كذا. ومر في ذلك حتى أتى على الأحاديث، فتعجب الناس.
وقال أبو بكر البرقاني: كان الدارقطني يملي علي "العلل" من حفظه.
قال الذهبي: إن كان كتاب "العلل" الموجود قد أملاه الدارقطني من حفظه كما دلت عليه هذه الحكاية فهذا أمر عظيم، يقضى به للدارقطني أنه أحفظ أهل الدنيا. وإن كان قد أملى بعضه من حفظه فهذا ممكن، وقد جمع قبله كتاب "العلل" علي بن المديني حافظ زمانه (16/453-455).
المعين على حفظ العلوم:
قال علي بن خشرم: ما رأيت بيد وكيع كتابا قط، إنما هو حفظ، فسألته عن أدوية الحفظ، فقال: إن علمتك الدواء استعملته؟ قلت: إي والله. قال: ترك المعاصي، ما جربت مثله في الحفظ(1) (9/151).
من ابتلي بولد سوء أو وراق سوء:
* قال ابن حبان: سبرت أحاديث قيس بن الربيع، وتتبعتها، فرأيته صدوقا مأمونا حين كان شابا، فلما كبر ساء حفظه، وامتحن بابن سوء، فكان يدخل عليه الحديث، فوقع في أخباره مناكير (8/44).
Page 52