قال أبو محمد ابن حزم الأندلسي: كان سبب تعلمي الفقه أني شهدت جنازة، فدخلت المسجد فجلست، ولم أركع، فقال لي رجل: قم فصل تحية المسجد، وكنت قد بلغت 26 سنة، فقمت وركعت. فلما رجعنا من الصلاة على الجنازة دخلت المسجد، فبادرت بالركوع، فقيل لي: اجلس، اجلس، ليس ذا وقت صلاة، وكان بعد العصر. قال: فانصرفت وقد حزنت، وقلت للأستاذ الذي رباني: دلني على دار الفقيه أبي عبد الله ابن دحون. قال: فقصدته، وأعلمته بما جرى، فدلني على موطأ مالك، فبدأت به عليه.. (18/199).
من حفظ 50 ألف حديث:
حدث إسحاق بن البهلول (ت202ه) من حفظه ببغداد بأكثر من خمسين ألف حديث.
قال الذهبي : كذا فليكن الحفظ، وإلا فلا. قنعنا اليوم بالاسم بلا جسم. فلو رأى الناس في وقتنا من يروي ألف حديث بأسانيدها حفظا لانبهروا به (12/490).
إن الله يرفع بهذا الدين أقواما :
كان عطاء ابن أبي رباح أسود، أعور، أفطس، أشل، أعرج، ثم عمي، وقطعت يده مع ابن الزبير، وكان لا يحسن العربية. ولكنه كان ثقة فقيها عالما كثير الحديث، وكان طويل الصمت، فإذا تكلم ظن أنه يؤيد.
...ومن قوله : إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه ، وقد سمعته قبل أن يولد (5/80 وما بعدها).
غربة العلماء:
قال الفريابي: كان معنا محمد بن إسماعيل البخاري، وكان لا يزاحمنا في شيء مما نحن فيه، ويكب على العلم (12/405).
من أعلم الناس؟
قال ابن حزم: أعلم الناس من كان أجمعهم للسنن، وأضبطهم لها، وأذكرهم لمعانيها، وأدراهم بصحتها، وبما أجمع الناس مما اختلفوا فيه. قال : وما نعلم هذه الصفة - بعد الصحابة - أتم منها في محمد ابن نصر المروزي، فلو قال قائل: ليس لرسول الله ^ حديث ولا لأصحابه إلا وهو عند محمد بن نصر، لما أبعد عن الصدق.
قال الذهبي: ويمكن ادعاء ذلك لمثل أحمد بن حنبل ونظرائه، والله أعلم (14/40).
أحفظ أهل الدنيا:
Page 51