Anis Fudala
أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء
Genres
* ويقال: إن رجلا أعمى تزوج امرأة قبيحة، فقالت له: رزقت أحسن الناس وأنت لا تدري. فقال لها: يا بظراء! أين كان البصراء عنك قبلي؟.(2) * وقعد همام بن منبه إلى ابن الزبير - وكان بنجران رجل يعظمونه يقال له حنش لم يكن له لحية - فقال له رجل من قريش : من أنت ؟ قال: من أهل اليمن . قال : ما فعلت عجوزكم - يعني حنشا ؟ قال همام: عجوزنا أسلمت مع سليمان لله رب العالمين وعجوزكم حمالة الحطب، فبهت القرشي . فقال ابن الزبير : أما تدري من كلمت ؟ لم تعرضت لابن منبه ؟ (5/313) .
من لم ينتهز الفرص ضاعت عليه:
أسر عيينة بن حصن يوم هوازن امرأة عجوزا، فالتمس الفداء، فجاء ابنها فبذل فيها مائة من الإبل، فتقاعد عيينة يريد المزيد، ثم غاب عنه، ونزله إلى خمسين، فامتنع، ثم لم يزل به إلى أن أعطاه عشرة من الإبل، فغضب عيينة وامتنع، ثم جاءه وقال: يا عم أطلقها وأشكرك، قال: لا حاجة لي بمدحك. ثم قال عيينة: ما رأيت كاليوم أمرا أنكد، وأقبل يلوم نفسه، فقال الفتى: أنت صنعت هذا، عمدت إلى عجوز والله ما ثديها بناهد، ولا بطنها بوالد، ولا فوها ببارد، ولا صاحبها بواجد فأخذتها من بين من ترى. فقال: خذها لا بارك الله لك فيها. قال الفتى: إن رسول الله ^ قد كسا السبي فأخطأها من بينهم الكسوة، فهلا كسوتها؟ قال: لا والله. فما فارقه الفتى حتى أخذ منه سمل ثوب، ثم ولى وهو يقول: إنك لغير بصير بالفرص.
وأعطى رسول الله ^ عيينة من الغنائم مائة من الإبل. (1)
اتق لسان الشعراء:
مدح ربيعة بن ثابت الأسدي الرقي العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بأبيات من أجمل الشعر، منها:
لو قيل للعباس يا ابن محمد * قل لا وأنت مخلد ما قالها
ما إن أعد من المكارم خصلة * إلا وجدتك عمها أو خالها
وإذا الملوك تسايروا في بلدة * كانوا كواكبها وكنت هلالها
إن المكارم لم تزل معقولة * حتى حللت براحتيك عقالها
فأرسل إليه العباس بدينارين، فقال:
مدحتك مدحة السيف المحلى * لتجري في الكرام كما جريت
Page 149