86

لقد حاربت الصهيونية، وحاربت النازية أكبر أعداء الصهيونية ...

لقد حاربت جميع هؤلاء، فالتقى على محاربتي أناس من جميع هؤلاء ...

صهيوني إلى جانب نازي، إلى جانب فوضوي إلى جانب رجعي، إلى جانب ملحد إلى جانب حامل اللحية والعذبة باسم الدين، إلى جانب الماركسي من اليسار والمبشر من اليمين.

وفي معسكر الأعداء - كما يقال في لغة المعسكرات - يلتقي «المليونير» والمتشرد، ويلتقي المعجب بالخنساء والمعجب بساجان، ويلتقي الصوفي والخليع، ومن ورائهم معسكر الشاردات من الجنس اللطيف، ومعسكر الشاردين من الجنس المخشوشن الكثيف.

جيش جرار بحمد الله ...

نعم؛ بحمد الله - حقا وصدقا - حمدين متواترين ...

حمدا لله «أولا»؛ لأنه أرسل علي هذه السيوف المشرعة من كل جانب، ولكنه أسبغ علي الدروع التي تتكسر عليها تلك السيوف، فقال رب الجنود: أنت «قدهم وقدود» ...

وحمدا لله «أولا وأخيرا»؛ لأنه خصني من بين هذا العموم بصداقة «الإنسان» حيث كان، وفي جميع هذه الأشكال والألوان ...

فحيثما اختلفت هذه الجماعة وتلك الجماعة، وحيثما افترقت الأسماء والأزياء، فالإنسان الذي يكمن في كل مكان وراء العناوين والجدران، يبسط يديه إلي، ويلتقي بصاحبه لدي، ويتقلب على حزبه ولو كان مستخفيا في سرية، فهم شيع وأحزاب من بعيد، وهم معي في محراب «الإنسانية» الوحيد، صديق رشيد إلى جانب صديق رشيد ...

ولا ننسى من هذه الأشكال والألوان، عباد الأصنام والأوثان ...

Unknown page