ومد يده إلي بالورقة وأخذت أقرؤها وأنا لا أصدق عيني. كانت بعض أقوالي هناك حقا، ولكنها كانت مقتطفات مقطوعة من هنا وهناك، ووضعت كأنها عبارات متصلة، فهي أشبه شيء بمواد الديناميت المتفجرة إذا أخذ كل منها على حدة كان مأمون الجانب، وأما إذا ركب بعضها مع بعض كانت مادة مدمرة، وبلعت ريقي مرارا وأنا أقرأ والضابط ينظر إلي صامتا وهو ينقر على المكتب بقلمه الذهبي، فلما فرغت من القراءة نظرت إليه مبهوتا، فقال باسما: هيه؟
فقلت في ثبات: هذا تشويه مقصود. هذا من نوع قراءة:
فويل للمصلين
بغير تكملة الآية.
فضحك مسرورا من التشبيه، وقال: ولكنها من أقوالك أليس كذلك؟
فقلت: نعم من ألفاظي ولكنها ليست أقوالي.
فسألني: أتعرف كاتب هذا البلاغ؟
فقرأت الاسم وقلت: لا. لم أسمع بهذا الاسم في حياتي.
فنظر إلي في دهشة وقال: ألم تكن وزانا في محلج السيد أحمد جلال؟
فقلت في أنفة: هذا كان من زمن.
Unknown page