إياك أن تزدري أمرا أو تذم رصيفا لك في مهنة، فإن في ذلك دليلا على قبح الذوق وقلة الهمة. (10)
إياك أن تستعير كتابا لا ترده لصاحبه على عجل، وإذا استعرت كتابا فاحترس عليه: لا تثن كعوبه، ولا تطو صحائفه، ولا تكتب على هوامشها أو تبقعها. اقرأ الكتاب واحرص أن يكون لديك بمثابة صاحب لا ينبغي إهانته. (11)
إياك تفرط في اللعب على آلات الطرب، فإن لك جيرانا لهم أعصاب يرجون ألا يدوم تأثرها بأثر التوقيع، وإذا استطعت ألا تعزف على الآلات في حضرة الغير إلا إذا كنت عالما بفنونها؛ فإنك تحسن بامتناعك عملا. (12)
إياك أن تكون ذا أنانية، أو تكون ميالا إلى التأكيد في كل شيء، لا تتهيج ولا ترغ ولا تزيد إذا وجدت خطأ. لا تكن كثير الصمت كثير العبوسة، ولا تكن كدر الطبع؛ فإنه إذا وجد في العائلة فرد كدر حرمها الصفو والسلام، وإياك أن تكون لجيرانك أو عائلتك شقوة. (13)
إياك أن تتحدث بعمل خير فعلته. (14)
إياك إذا طلبت سؤلا أن يدفعك له ظنك بما بينك وبين المسئول من آفة طويلة أو معرفة مبحث أثر الكلفة. (15)
إياك أن تفض خطابا ورد باسم غيرك، حتى ولو كان أقرب الناس منك؛ فإن اللياقة تقضي حفظ شعور الغير مهما كان. (16)
إياك تتعجل بإبداء نصيحة لغيرك في شأن خاص بعائلته، قد تقول له: إن من كان مثلك له هذا الدخل جدير أن يعيش عيشة صفو وهناء، فاقتصد ودبر وأمرك. تبغي النصيحة، ولكنها نصيحة مبنية في الغالب على الجهل بوقائع الأمور، فالأمر إذن تداخل في شئون الغير الخاصة. (17)
إياك أن تظن أن في إرخاء شعر الرأس أو الكتف عن الرقبة أو الإتيان بشيء مخالف للعادة دليلا على ذوق فني، أو أنك من أهل الشعر والأدب. (18)
إياك أن تزعم أن كبر سنك مرخص لك أن تنطق بكلام هجر، أو تلمح به تلميحا، فإنه يحرج من كان دونك سنا، إلا أنه جدير بالعقل أن ينمو ويرقى كلما جد العمر بصاحبه. (19)
Unknown page