Amthal Cammiyya
الأمثال العامية: مشروحة ومرتبة حسب الحرف الأول من المثل
Genres
حرف الألف
حرف الباء
حرف التاء
حرف الجيم
حرف الحاء
حرف الخاء
حرف الدال
حرف الذال
حرف الراء
حرف الزاي
Unknown page
حرف السين
حرف الشين
حرف الصاد
حرف الضاد
حرف الطاء
حرف الظاء
حرف العين
حرف الغين
حرف الفاء
حرف القاف
Unknown page
حرف الكاف
حرف اللام
حرف الميم
حرف النون
حرف الهاء
حرف الواو
حرف الياء
حرف الألف
حرف الباء
حرف التاء
Unknown page
حرف الجيم
حرف الحاء
حرف الخاء
حرف الدال
حرف الذال
حرف الراء
حرف الزاي
حرف السين
حرف الشين
حرف الصاد
Unknown page
حرف الضاد
حرف الطاء
حرف الظاء
حرف العين
حرف الغين
حرف الفاء
حرف القاف
حرف الكاف
حرف اللام
حرف الميم
Unknown page
حرف النون
حرف الهاء
حرف الواو
حرف الياء
الأمثال العامية
الأمثال العامية
مشروحة ومرتبة حسب الحرف الأول من المثل
تأليف
أحمد تيمور باشا
حرف الألف
Unknown page
«آخد ابن عمي واتغطى بكمي»
يضرب في تفضيل تزوج المرأة بقريبها ولو كان فقيرا؛ أي: أتزوج بابن عمي ولو كان لا يملك ما أتغطى به. وقالوا أيضا في تفضيل القريب على الغريب: «نار القريب ولا جنة الغريب»، ويروى: «نار الأهل»، وسيأتي في حرف النون. وهذا عكس قولهم: «خد من الزرايب ولا تاخد من القرايب.» وقولهم: «الدخان القريب يعمي.» وقولهم: «إن كان لك قريب لا تشاركه ولا تناسبه.» «آخر الحياة الموت»
حكمة جرت مجرى الأمثال تقال للتذكير، وقد تقال إظهارا لعدم المبالاة بالتهديد. وانظر: «كلها عيشة وآخرها الموت.» «آخر خدمة الغز علقة»
الغز: يريدون بهم الترك الذين كانوا يحكمون مصر. والعلقة: الوجبة من الضرب؛ أي: إن خدمتهم وأخلصت لهم فإنهم يكافئونك في آخر خدمتك بالضرب. ويروى: «سكتر» بدل علقة، وهي كلمة تقال للطرد. يضرب لقبح المكافأة على العمل الحسن. وانظر قولهم: «آخر المعروف ينضرب بالكفوف.» «آخر ده يجيب ده»
أي: آخر هذا يجيء بهذا، والمقصود: آخر الإقذاع بالكلام يؤدي إلى المضاربة والعراك، وبذلك ينتهي الإشكال وتنجع الشدة في فض الخصام. «آخر الزمر طيط»
يضرب للأمر لا ينتج نتيجة نافعة كالزمر؛ فإن آخره ذلك الصوت الذي يقول : «طيط» ويذهب في الريح. وللأديب الظريف السيد محمد عثمان جلال المتوفى سنة 1315ه لما طبع كتابه «العيون اليواقظ» ولم يصادف رواجا:
راجي المحال عبيط
وآخر الزمر طيط
والعلم من غير حظ
لا شك جهل بسيط
Unknown page
العبيط عند العامة: الأبله. «آخر المعروف ينضرب بالكفوف»
يضرب للمجازاة على الخير بالشر. وهم يقولون: «ضربه كف «أو قلم»: إذا لطمه على وجهه.» وانظر قولهم: «آخر خدمة الغز علقة.» «آدي السما وآدي الأرض»
أي: ها هي ذي السماء، وها هي ذي الأرض، لا يمنعك مانع عن البحث فيهما عن بغيتك، فابحث ونقر كما تشاء فلست بواجدها لأنها لا توجد. يضرب لمن يطلب المستحيل، ويكثر ضربه عند فقد الأولاد؛ للتسلية والحث على الصبر. «آدي وش الضيف»
كناية عمن يرتحل عن قوم ولا ينوي العودة إليهم. يقولون: خرجت، وقلت لهم: آدي وش الضيف؛ أي: هذا وجه الضيف الذي تبغضونه قد ذهب عنكم ولن يعود. «آديني حيه لما أشوف اللي جيه»
أشوف: أرى؛ أي: ها أنا ذي باقية في الحياة حتى أرى التي ستأتي وما ستمتاز به علي كما تقولون. تقوله المرأة تهكما إذا عيبت أو رميت بتقصير في عملها فهددت بضرة أو بامرأة أخرى تقوم بالعمل. «آفتي معرفتي راحتي ما اعرفش»
أي: آفتي ادعائي المعرفة؛ لأني قد أكلف بما لا أعرفه أو أسأل عنه فأفتضح، فالراحة العظمى في قولي: لا أعرف. «آمنوا على مشنة مليانه عيش ولا تآمنوا على بيت مليان جيش»
المشنة (بكسر ففتح مع تشديد النون): طبق كبير للخبز يتخذ من العيدان؛ أي: ائتمنوا على طبق مملوء خبزا من أن يتناهبه الناس، ولا تأمنوا على دار مملوءة جندا من الموت؛ فقد يصيبهم ما يفنيهم عن آخرهم، ولا تغني كثرتهم. والمراد: ليس شيء أقرب من الموت. «آمنوا للبداوي ولا تآمنوا للدبلاوي»
البداوي (بفتحتين): يريدون به الذئب؛ لأنه يسكن البادية؛ أي: الخلاء. والدبلاوي يريدون به الإنسان؛ أي: الذي يلبس في إصبعه الدبلة، وهي عندهم الخاتم الذي لا فص له، والمقصود: من يتزين بالتختم، كأنهم يقولون: ائمنوا للبدوي الجلف ، ولا تأمنوا لهذا الحضري الظريف، وهو مبالغة في عدم وفاء بني آدم وغدرهم. وانظر: «ربي قزون المال ...» إلخ. و«ما تآمنش لابو راس سودة.» «آهي ليله وفراقها صبح»
آ: كأنهم يريدون بها التنبيه. والمراد هي ليلة واحدة ستفارقنا في الصباح، فليكن فيها ما يكون؛ فالمدة وجيزة، ولها آخر معروف. «أبرد من مية طوبه»
لأن ماء شهر طوبة شديد البرد، فإذا قيل: فلان أبرد منه، فقد تناهى في ذلك. «أبرد من يخ»
Unknown page
يضرب للثقيل البارد. واليخ (بفتح أوله وتشديد الخاء) يضربون به المثل في البرودة المعنوية ولا يعرفون ما هو. وهو لفظ فارسي معناه الثلج، وتذكر معاجمهم أنه المعبر عنه في العربية بالجمر. «الإبرة اللي فيها خيطين ما تخيطش»
لأن الإبرة دقيقة لا تدخل في الثوب إلا خيطا واحدا، والمراد الأمر المعلق على اثنين لا يتم؛ لأنهما قد يختلفان. وقريب منه قولهم: «المركب اللي لها ريسين تغرق.» وسيأتي في الميم. «أبريق انكسر وأدي بزبوزه»
يضرب للأمر الواضح الذي لا يحتاج في الكشف عنه إلى عناية، يريدون: لم تسألون عما كسر وهذا صنبوره أو فمه الباقي دال على أنه إبريق. وانظر قولهم: «حمار وادي ديله.» «الأبريق المليان ما يلقلقش»
أي: الإبريق المملوء بالماء لا يلقلق، والمراد: لا يسمع صوت الماء فيه، وإنما يسمع صوته إذا كان قليلا يتحرك بتحرك الإبريق؛ أي: لا يجعجع بالدعوى إلا قليل البضاعة. وفي معناه قولهم: «البرميل الفارغ يرن.» وسيأتي في حرف الباء الموحدة. وقولهم: «ما يفرقعش إلا الصفيح الفاضي.» وسيأتي في الميم. «ابطي ولا تخطي»
أي: خير لك أن تبطئ وتصيب من أن تسرع وتخطئ. «الأب عاشق والأم غيرانة والبنت حيرانة»
أي: إذا كان الأب عاشقا والأم غيرى مشغولة به وبمعشوقته، وبنتهما في الدار حيرى بينهما؛ فهل تكون عاقبة أمرهم إلا البوار؟ يضرب في عدم سير الأمور على السنن القويم. «أبقى سقا وترش علي الميه؟!»
أبقى بمعنى أكون؛ أي: أكون سقاء متعودا على الماء ثم يفزعني رشك إياه علي. والمراد أنك لم تفعل شيئا فيما حاولت من الإضرار بي. «أبليس ما يخربش بيته»
الصواب في إبليس (كسر أوله) وهم يفتحونه. يضرب للخبيث المتعود على الأذى يصاب بمصيبة يظن أنها القاضية عليه فيفلت منها. ومن أمثال المولدين في مجمع الأمثال للميداني: «الشيطان لا يخرب كرمه.» «ابن آدم في التفكير والرب في التدبير»
أي: بينما المرء يفكر في الأمر النازل به ولا يجد له مخرجا منه يتولاه الله - عز وجل - بلطفه وتدبيره فيأتيه بالفرج من حيث لا يحتسب. يضرب لتهوين المصائب والتذكير بأنه - تعالى - لا ينسى عباده. «ابن الحاكم يتيم»
يريدون بالابن الصنيعة؛ أي: من لم يعتمد على نفسه وكفايته فمصيره الضياع؛ لأن الحاكم معرض للعزل، ومتى عزل أصبح صنيعته الفاقد الكفاية في حكم طفل مات أبوه. «ابن الحرام ما خلاش لابن الحلال حاجه»
Unknown page
أي: لم يترك الطالح للصالح شيئا يسعى له، ويريدون بابن الحرام من ولد لزنية، ثم توسعوا فأطلقوه على كل شيطان رجيم. «ابن الحرام يطلع يا قواس يا مكاس»
يطلع؛ أي: ينشأ ويكون. والقواس أصله حامل القوس، ولكنهم أطلقوه على فئة يكونون حراسا وحجابا للحكام؛ أي: ابن الزنية يصير إما قواسا أو مكاسا و«يا» هنا بمعنى إما عندهم. والمراد: أن أصله الرديء وما كمن في نفسه من الشر يحملانه على أن يشتغل بذلك، وكلتا المهنتين رديئة لا يخلو صاحبها من ظلم الناس وإعانة الظلمة عليهم. «ابن الديب ما يترباش»
أي: ابن الذئب لا يربى ولا يقتنى؛ لأن طباعه تغلب عليه فيؤذي من رباه وأحسن إليه. والمراد ابن من تعود الأذى؛ لأنه في الغالب ينشأ على خصال أبيه. ومما يروى عن أعرابية ربت جرو ذئب، فلما كبر قتل شاتها فقالت:
بقرت شويهتي وفجعت قلبي
وأنت لشاتنا ولد ربيب
غذيت بدرها وربيت فينا
فمن أنباك أن أباك ذيب
إذا كان الطباع طباع سوء
فلا أدب يفيد ولا أديب «ابن الريس تقل على المركب وفنا على الخبزة»
يريدون بالريس: ربان السفينة؛ أي: إن ولده لا فائدة منه؛ لأنه مدل بمكانة أبيه فلا يعين الملاحين بعمل، فهو زيادة ثقل على الأحمال وفناء للمئونة؛ لأنه يأكل منها، فهو في معنى: «ضغث على إبالة.» «ابن السايغ اشتهى على ابوه خاتم»
Unknown page
السايغ: صائغ الحلي. يضرب لمن يشتهي ما هو ميسر له. وفي معناه قولهم: «بنت السايغ اشتهت على أبوها مزنقة.» وسيأتي في الباء الموحدة. «ابن الكبه طلع القبه وابن اسم الله خده الله»
الكبة: يريدون بها الورم الحادث من الطاعون؛ أي: لا عبرة إلا بالمكتوب والمقدر، فإن الذي تهمل الاعتناء به وتعامله بالدعاء عليه بالطاعون والموت قد يبقى ويعلو شأنه، ومن تحافظ عليه وتحوطه باسم الله قد يموت. ومنهم من يرويه: «ولاد الكبه طلعوا ...» إلخ. وذكر في الواو، وهو مثل قولهم في مثل آخر: «ابن الهبلة يعيش اكتر.» وسيأتي. «ابن الهبله يعيش اكتر»
الهبلة (بفتح فسكون) البلهاء، وهي عادة لا تعتني بولدها فينشأ مهملا في كل شيء، يريدون: مثله ربما عاش أكثر من الذي اعتني به، فهو مثل قولهم في مثل آخر: «ابن الكبة طلع القبة ...» إلخ. وقد تقدم. «ابن الوز عوام»
أي: يكون كأبويه في السباحة، يضرب لمن يبرع فيما برع فيه آباؤه. وفي معناه عندهم: «بنت الفارة حفارة.» وذكر في الباء الموحدة. ومثله أو قريب منه قول العرب: «ومن يشابه أبه فما ظلم.» وفي «الروضتين»
1
عن «العماد الكاتب» أنه قال: «من جملة تسمج المعلمين في القول ما حكاه لنا شيخنا «أبو محمد بن الخشاب» قال: وصلت إلى تبريز فأحضرني يوما رئيسها في داره وأجلس ولده ليقرأ بعض ما تلقنه علي فقلت: «فرخ البط سابح»، فقال معلمه وكان حاضرا: نعم، و«جرو الكلب نابح»، فخجلت من خطأ خطابه.» «ابن يومين ما يعيش تلاتة»
أي: الآجال محدودة، فمن كتب له أن يعيش يومين لا يعيش الثالث. «ابنك على ما تربيه»
أي: ينشأ على ما عودته، إن خيرا فخير وإن شرا فشر. وبعضهم يزيد فيه: «وحمارك على ما توخده.» أي: على ما تعوده. يقول: أخذ على كذا؛ أي: تعوده وألفه. وبعضهم يرويه بالخطاب للمؤنث فيقول: «ابنك على ما تربيه وجوزك على ما توخديه .» «ابنه على كتفه ويدور عليه»
أي: يحمل ابنه على كتفه ثم يبحث عنه. يضرب في الذهول عن الشيء وهو قريب ممن يبحث عنه. وللشيخ عبد الغني النابلسي من مواليا:
للحب تطلب وأنت الحب يا حائر
Unknown page
أما سمعت الذي فيه المثل سائر
حبي معي وعلى حبي أنا دائر
2
وفي مجمع الأمثال للميداني: من أمثال المولدين: «ابنه على كتفه وهو يطلبه.» «أبو ألف حسد أبو ميه»
أي: من العجيب أن يحسد صاحب الألف صاحب المائة وما عنده أكثر. ومثله: «أبو مية يحسد أبو تنيه.» وسيأتي. يضربان في المكثر يحسد المقل طمعا وشرها. «أبو بالين كداب»
انظر: «صاحب بالين كداب» في الصاد المهملة. «أبو البنات مرزوق»
أي: من رزقه الله بالإناث رزقه ما ينفق به عليهن. يضرب للتسلية. «أبو جعران في بيته سلطان»
أبو جعران (بضم الجيم وسكون العين المهملة) كنية الجعل عندهم. ويروى: «في نفسه» بدل «في بيته»، والمعنى واحد؛ لأن المراد أن الوضيع مهما يكن محتقرا في نظر غيره فإن له عزة في نفسه وداره يحس بها. وانظر في الكاف: «الكلب في بيته سبع.» وقريب منهما قولهم: «كل ديك على مزبلته صياح.» «أبو جوخة وأبو فلة في القبر بيدلى»
الفلة (بفتح الفاء واللام المشددة) نوع غليظ من نسيج الكتان يرتدي به الفقراء؛ أي: إن الموت يساوي بين الغني والفقير؛ فصاحب الجبة عنده كغيره مصيرهما إلى التراب. «أبوك البصل وأمك التوم منين لك الريحه الطيبه يا مشوم»
أي: إذا كان هذان أصليك وهما كريها الرائحة فمن أين تطيب رائحتك؟ يضرب للوضيع الأصل ينشأ كأبويه في الضعة والسفالة. «أبوك خلف لك إيه؟ قال: جدي ومات»
Unknown page
أي قيل: ما الذي ورثته من أبيك؟ فقال: جدي واحد وقد مات. يضرب فيمن يصيب القليل ثم يذهب منه؛ فيكون كمن لم يصب شيئا. «أبوك ما خلف لك، عمك ما يديك»
يديك؛ أي: يعطيك؛ محرف عن يؤدي لك. والمعنى: إذا لم يخلف لك أبوك ما تعتمد عليه في عيشك فلا تطمع في نوال عمك. يضرب في عدم الاعتماد على صلة الأقارب. «أبوك ما هو أبوك، أخوك ما هو أخوك»
يضرب للجمع الكثير يختلط فيهم الحابل بالنابل حتى لا يعرف المرء أباه ولا أخاه. «أبو مية يحسد أبو تنيه»
أي: صاحب مائة من الغنم يحسد صاحب شاة واحدة. ومعنى التنية (بكسرتين) عندهم التي أتى عليها سنتان. والعرب تقول: ثنية (بفتح فكسر) للشاة في الثالثة. يضرب في المكثر يحسد المقل طمعا وشرها. ومثله: «أبو ألف حسد أبو مية.» وقد تقدم. «أبويا وطاني وجوزي علاني»
الجوز: الزوج. يضرب للوضيعة الأصل يتزوجها من يرفع شأنها وينبه ذكرها. «الأبيض في الكلاب نجس»
أي: كلهم في النجاسة سواء حتى الأبيض منهم، فلا يغرنك حسن لونه. ويروى: «زي الكلاب: الأبيض فيهم نجس.» وقريب منه قول القائل:
وليس فيهم من فتى مطيع
فلعنة الله على الجميع
وقال آخر:
ما ازددت حين وليت إلا خسة
Unknown page
كالكلب أنجس ما يكون إذا اغتسل
3 «أتابيك يا ضيف ما انتش صاحب محل»
أتابيك؛ أي: إذا بك، وهو محرف عنه، والمعنى: كنا نظنك يا ضيف كصاحب الدار كما كان يقول ويؤكد، فإذا بك لم تزل ضيفا؛ أي: غريبا عن الدار وأهلها، وظهر ما كانوا يكذبون به عليك ويتملقونك به. يضرب في أن الضيف غريب فلا ينبغي له الاغترار بالترحيب والتأهيل. «اتبع البوم يوديك الخراب»
لأن المكان الخرب مأواه ومسكنه، فإن تبعته ذهب بك إليه. وقولهم: يوديك أصله يؤدي بك. يضرب لمن يقتدي بالمشئوم الفاسد الرأي، وهو مثل قديم أورده الراغب الأصفهاني في محاضراته في أمثال عامة زمنه برواية: «من كان دليله البوم كان مأواه الخراب.»
4
وفي معناه قول القائل:
ومن يكن الغراب له دليلا
يمر به على جيف الكلاب
وانظر قولهم: «اركب الديك وانظر فين يوديك.» وسيأتي. «اتبع الكداب لحد باب الدار»
أي: لا تكذبه حتى يكذبه الواقع؛ لأنك إذا كذبته في حديثه جادلك وعجزت عن إقناعه.
Unknown page
ويروى: «تنك ورا الكداب ...» إلخ. وسيأتي في حرف التاء المثناة الفوقية.
ويروى: «سدق الكداب ...» إلخ؛ أي: صدق. وسيأتي في السين المهملة. «اتحدت في المجلس واللي يكرهك يبان»
أي: إذا كنت في مجلس قوم، وأردت أن تعرف من يبغضك منهم تحدث بينهم بحديث يظهر لك من الإقبال والإعراض ما تكنه قلوبهم من حب وبغض. «اتعب جسمك ولا تتعب قلبك»
معناه ظاهر. «اتعلم البيطره في حمير الأكراد»
يضرب للجاهل الذي لم يتقن عملا؛ لأن القوم الرحل كالأكراد ونحوهم لا ينعلون دوابهم؛ فإذا تعلم شخص البيطرية فيها فكأنه لم يتعلم شيئا. «اتعلم الحجامة في روس اليتامى»
أي: تعلم هذه الصناعة في رءوس الأيتام؛ لأنهم محتاجون لمن يحجمهم بلا أجر، فهو آمن فيهم ممن يعترض عليه إذا أخطأ. يضرب لمن يجعل الضعيف وسيلة لنفعه ولو بالإضرار به. وقد نظمه ابن أبي حجلة بقوله، ومن ديوانه نقلته:
وذي بخل يروم المدح مني
ولا كرم لديه ولا كرامة
أكارمه بدر بحور شعري
وأغرق منه في بحر اللآمة
Unknown page
وكم جربت شعري في أناس
أحلوا منه ما عرفوا حرامه
كأنهم اليتامى حيث شعري
تعلم في رقابهم الحجامة
وعلى هذا فالمثل كان معروفا حوالي القرن الثامن. «اتعلم السحر ولا تعمل بوش»
الشين في الأواخر من علامات النفي عندهم أو تأكيد له، وهي مقتضبة من لفظ «شيء»، فمعنى بوش «به شيء»؛ أي: لا تعمل به شيئا. والمراد: تعلم السحر ولا تعمل به؛ لأنك ما دمت لا تضر به أحدا فعلمك به نافع لك في اتقاء ضرره ودفعه عنك، وهم يقصدون كل شر لا السحر بخصوصه. وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة: «من لم يعرف الشر كان أجدر أن يقع فيه.»
5
وأنشد «لأبي فراس الحمداني»:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه
ومن لم يعرف الشر من الناس يقع فيه
Unknown page
6 «اتغدى به قبل ما يتعشى بك»
أي: افترسه قبل أن يفترسك. وأصله من قول العرب في أمثالها: «تغد بالجدي قبل أن يتعشى بك.» يضرب في أخذ الأمر بالحزم. ومن أمثال المولدين الواردة في مجمع الأمثال قولهم في هذا المعنى: «خذ اللص قبل أن يأخذك.» وأنشد «ابن أبي حجلة» في ديوان الصبابة لبعضهم في نظم هذا المثل :
عتبت علي ولا ذنب لي
بما الذنب فيه ولا شك لك
وحاذرت لومي فبادرتني
إلى اللوم من قبل أن أبدرك
فكنا كما قيل فيما مضى
خذ اللص من قبل أن يأخذك
7 «اتغربي واكدبي»
أي: إذا أردت أن تكذبي على الناس وتنسبي لنفسك ما ليس فيك، فليكن ذلك في غربتك بين أناس لا يعرفونك؛ فإنك لا تستطيعين ذلك في بلدك وبين من يعرفك. يضرب للمفتخر بما ليس فيه أمام من يعرفه. «اتغندري وقولي مقدري»
Unknown page
الغندرة عندهم ترادف فجور المرأة وتبرجها وسلوكها المنهج الرديء؛ أي: إنك تفعلين ذلك فإذا لامك لائم أحلت على القدر وقلت: ليس بيدي، بل هو مقدر علي. يضرب لمن يفعل القبيح مرتكنا على مثل هذا العذر. «اتلمت الحبايب ما بقاش حد غايب»
انظر: «تمت الحبايب ...» إلخ. «اتلم زأرود على ظريفه»
زأرود أو زقرود اسم مخترع. وقولهم: اتلم؛ أي: اجتمع شملهما. والمراد: «وافق شن طبقة.» وهو من أمثال العرب. وانظر أيضا: «جوزوا زقزوق لظريفة» في حرف الجيم فهو في معناه. وانظر أيضا: «جوزوا مشكاح لريمة ...» إلخ. «اتمسكن لما تتمكن»
أي: أظهر المسكنة والتذلل حتى تتمكن من الأمر وتملك ناصيته، فافعل بعد ذلك ما تريد، فليس من الحزم أن تظهر القوة والعنف والأمر بعد في يد غيرك. «اجتمع المتعوس على خايب الرجا»
يضرب للمتشابهين في التعاسة وسوء الحظ يجتمعان. «أجرب وانفتح له مطلب»
المطلب: المال المدفون. يضرب لمن يصيب خيرا لا يستحقه؛ أي: لا يتوقف الغنى على قيمة الشخص. وبعضهم يرويه «كلب أجرب ...» إلخ. «أجرب ويسلم بالأحضان»
أي: هو أجرب ويعانق الناس عند السلام عليهم. يضرب لمن يأتي بما يشمأز منه. «الأجر موش قد المشقه»
قد: يريدون به قدر. يضرب للأمر لا يوازي نتيجه مشقة عمله أو السعي فيه. «أجرة الخياط تحت إيده»
أي: أجرة خياط الثياب في يده لا يخشى عليها؛ لأن من أعطاه ثوبا ليخيط له منه ملبوسا كان كالمرهون عنده له ألا يسلمه إلا بعد نقد الأجرة. يضرب للحق المحوط بأسباب تحفظه. ولأبي الفضل أحمد بن محمد السكري المروزي من أرجوزة ترجم فيها أمثالا فارسية، وأوردها «البهاء العاملي» في الكشكول:
من مثل الفرس ذوي الأبصار
Unknown page
الثوب رهن في يد القصار
8 «اجري ومد، د شيء يهد»
هو مخاطبة بين اثنين يقول أحدهما: اجر وأسرع ومد خطاك، فيقول الآخر: هذا شيء يهد القوى. والمراد: ليس من الصواب أن تكلفني بما لا طاقة لي به. «اجري يا مشكاح للي قاعد مرتاح»
المشكاح (بكسر فسكون) يريدون به كثير السعي والحركة؛ أي: اسع وانصب يا من هذه صفته للذي قعد وارتاح من السعي. يضرب لمن يأتيه رزقه من سعي غيره بلا طلب منه، فهو في معنى: «رب ساع لقاعد.» وهو من أمثال العرب، يقال: إن أول من قاله النابغة الذبياني، وكان وفد إلى النعمان بن المنذر وفود من العرب فيهم رجل من بني عبس يقال له شقيق فمات عنده، فلما حبا النعمان الوفود بعث إلى أهل شقيق بمثل حباء الوفد، فقال النابغة حين بلغه ذلك: «رب ساع لقاعد.» وقال للنعمان:
أبقيت للعبسي فضلا ونعمة
ومحمدة من باقيات المحامد
حباء شقيق فوق أعظم قبره
وما كان يحبى قبله قبر وافد
أتى أهله منه حباء ونعمة
ورب امرئ يسعى لآخر قاعد
Unknown page
ومن أمثال العرب في هذا المعنى أيضا: «خير المال عين ساهرة لعين نائمة.» «أجود من الدهب من يجود بالدهب»
أي: أحسن من الذهب من يجود به، وقد أرادوا التجنيس بين أجود ويجود. ومن أمثال العرب في ذلك قولهم: «إن خيرا من الخير فاعله.» وأورده ابن عبد ربه في العقد الفريد.
9 «أحبك يا سواري زي زندي لأ»
الأكثر استعمالهم لفظ «الإسورة» بدل السوار؛ أي: إني أحبك يا سواري، ولكني أحب زندي أكثر منك. ويريدون ب «لأ» بالهمزة: لا. يضرب في أن الحب يتفاوت وأعظمه محبة المرء لنفسه. وأورده الأبشيهي في أمثال النساء بالمستطرف برواية: «أحبك يا سواري مثل معصمي.»
10
والمعنى: يختلف بحذف «لا» من آخر المثل. «احتاجوا اليهودي، قال: اليوم عيدي»
يضرب لتعسر الأمور وقيام الموانع. والمعنى: أنهم مستغنون عن اليهود، ولكن لما احتاجوا للاستعانة بأحدهم اعتذر بأنه في عيده؛ أي: لا يشتغل فيه. والمثل قديم في العامية أورده الراغب الأصفهاني في محاضراته في أمثال عوام زمنه برواية: «أحوج ما تكون إلى اليهودي يقول: اليوم السبت.»
11 «احترت يا بخرا أبوسك منين»
أي: حرت يا بخراء في أي موضع أقبلك. يضرب للأمر تكتنفه الموانع فلا يعرف من أين يتوصل إليه. «احسب حساب المريسي وإن جاك طياب من الله»
المريسي نسبة للمريس: بلدة جنوبي القطر المصري، وهي بفتح الأول والعامة تكسره، وتريد به الريح الجنوبية؛ لأنها تعطل سير السفن وهي مصعدة. والطياب عندهم بعكسها؛ أي: كن حازما في تسيير أمورك واستعد للطوارئ، فإن يسر الله وسهل فلا يضرك تيقظك. «احضر أردبك يزيد»
Unknown page