[٣٥]- أحمق من هبنّقة. هو يزيد بن ثروان. ضلّ بعيره، فجعل يطلبه وينشده ويقول: من وجده فهو له. فقيل له: فلم تطلبه؟ فقال: أين حلاوة الوجدان؟
[٣٦]- أحمق من لاعق الماء. لأنّه يتعبه ولا يرويه، وهو يقدر على الرّيّ بكفّه.
[٣٧]- أحمق من أبي غبشان. هو رجل من خزاعة احتال عليه بعض العرب فأسقاه، وكانت إليه وصاة في حجابة البيت. فلمّا سكر ابتاع منه المفتاح بزقّ خمر.
[٣٨]- أحمق من الدّابغ على التّحليء. وهو قشر على الإهاب «١» من اللّحم، فلا ينال معه دباغ الجلد.
[٣٩]- أحمق من راعي ضأن ثمانين أو مئة. خصّ الرّاعي لشغله عن الحاضرة، والضّأن لأنّ شغله بجمعها أكثر لسرعة نفورها، والثّمانين لأنّ قلّتها تمنعها من الاجتماع للتأنّس ويقلّ صبره. ويقال: بل بشّر كسرى ببشارة سرّته، فقال: سلني ما شئت.
فقال: أسألك ضأنا ثمانين.
_________
[٣٥]- كتاب أفعل ٦٠، الدرة الفاخرة ١/١٣٥، سوائر الأمثال ١١١ و١١٣، وجمهرة الأمثال ١/٣٨٥، مجمع الأمثال ١/٢١٧، المستقصى ١/٨٥، زهر الأكم ٢/١٣٨، العقد الفريد ٣/٧١، ثمار القلوب ١٤٣، اللسان (هبنق) .
أورد الميداني بعض الحكايات عن حمقه فقال: «ومن حمقه أنّه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف، وهو ذو لحية طويلة، فسئل عن ذلك، فقال: لأعرف بها نفسي ولئلّا أضلّ، فبات ذات ليلة وأخذ أخوه قلادته وتقلّدها فلمّا أصبح ورأى القلادة في عنق أخيه قال: يا أخي أنت أنا فمن أنا؟
ومن حمقه أنّه كان يرعى غنم أهله فيرعى السّمان في العشب، وينحّي المهازيل، فقيل له:
ويحك! ما تصنع؟ قال: لا أفسد ما أصلحه الله، ولا أصلح ما أفسده» .
[٣٦]- الدرّة الفاخرة ١/١٣٣، سوائر الأمثال ١١١، جمهرة الأمثال ١/٣٩٠، مجمع الأمثال ١/٢٠٣ و٢٢٨، المستقصى ١/٨٤، ثمار القلوب ٥٦٧.
[٣٧]- الدرة الفاخرة ١/١٣٩، سوائر الأمثال ١١١، جمهرة الأمثال ١/٣٨٧، مجمع الأمثال ١/٢١٦ و٢/٢٥٤، المستقصى ١/٧٢، زهر الأكم ٢/١٣٢، ثمار القلوب ١٣٥.
[٣٨]- كتاب أفعل ٦١، الدرة الفاخرة ١/١٤٧، سوائر الأمثال ١٢٣، جمهرة الأمثال ١/٣٩١، مجمع الأمثال ١/٢٢٤، المستقصى ١/٧٤، المخصص ٤/١٠٩، اللسان (حلأ) .
[٣٩]- أمثال أبي عبيد ٣٦٥ كتاب أفعل ٦٢ وفيه: «.. من ضأن»، الدرة الفاخرة ١/١٣٣ و١٤٨، سوائر الأمثال ١١١ و١٢٣، مجمع الأمثال ١/٢٢٤، المستقصى ١/٨٩، نكتة الأمثال ٢٢٨، زهر الأكم ٢/١٣٥، وفيه: «أحمق من صاحب..» اللسان (ضأن) .
1 / 11