بمشورة الصاحب بن عبّاد [٨٩] بعد مؤيّد الدولة.
وكما بقيت علاقته بآل بويه وثيقة بقيت بالصاحب أيضا، فقد بلغت هذه العلاقة بينهما من القوّة بحيث رأينا نائب الصاحب نفسه يكتب إلى أبي بكر يستشفعه عند الصاحب [٩٠]، وبحيث رأيناه يشفع لرجل أميّ عند الصاحب أن يكون على سوق الطعام [٩١]- وهو منصب له علاقة على ما يبدو بالحسبة- فيشفّعه، ولعلّ هذه العلاقة هي التي جعلت أبابكر يتحامل على المتنبي- فيما بعد- إرضاء للصاحب.
على أن هذه العلاقة المتينة بآل بويه ووزيرهم الصاحب لم تكن لترضي ولاة الأمر من السّامانيين في نيسابور، فكانوا يصبّون على أبي بكر ألوانا من المضايقات من شأنها أن تؤثّر في نفس مرهفة مثل نفسه، كأن يعامل معاملة العامّة في مطالبته بأداء الخراج عن ضياعه [٩٢] مرّة، وأن يشعر بكساد أدبه مرّة أخرى [٩٣]، إلى ما هنالك من ألوان المضايقات التي لم نستطع معرفتها، وإن كنّا نستطيع أن نتصوّرها.
وكان يزيد من موقف أبي بكر سوءا أنه كان من اعتداده بنفسه،
_________
[٨٩] ينظر الكامل ٧: ١١٧.
[٩٠] ينظر رسائله: ٣٣: ٣٤.
[٩١] ينظر السابق: ٥٢- ٥٤.
[٩٢] ينظر السابق: ٢٤؛ ٣٥- ٣٦.
[٩٣] ينظر السابق: ٨٤؛ ١٠٩؛ ١١٢؛ ١١٤.
1 / 29