وبلغ الصاحب ذروة الأريحيّة مع أبي بكر حين زوّده بكتاب «إلى حضرة عضد الدولة بشيراز» [٨١] . ولعلّ الصاحب قد خفّف في هذا الكتاب من أثر رثاء أبي بكر أبا الفتح بن العميد، فليس من المعقول ألّا يترك هذا الرثاء أثرا في نفس عضد الدولة البويهيّ وهو الذي «كتب إلى أخيه فخر الدولة بالريّ يأمره بالقبض» [٨٢] على ابن العميد وعلى أهله. فسافر صاحبنا- ومعه كتاب ابن عبّاد- إلى شيراز- وأبو حيّان ما يزال في حضرة الصاحب- فاتّصل بعضد الدّولة فوجد منه «قبولا حسنا، واستفاد منه مالا كثيرا» [٨٣] . ولكنّ إقامته- على ما يبدو- لم تطل في حضرته، فعاد إلى نيسابور، واستوطنها، واشترى بهبات عضد الدولة «ضياعا وعقارا» [٨٤] . ثم عاد مرّة أخرى إلى حضرة عضد الدولة، ويبدو أن ذلك كان قبل سنة ٣٧١ هـ «فأجرى له عند انصرافه رسما يصل إليه في كلّ سنة بنيسابور مع المال الذي كان يحمل من فارس إلى خراسان ...» [٨٥] .
وقد قلت: إنه ورد حضرة عضد الدولة قبل سنة ٣٧١ هـ، لأنني رأيت عضد الدولة كان قد قصد في هذه السنة بلاد جرجان
_________
[٨١] اليتيمة ٤: ٢٠٧.
[٨٢] الكامل ٧: ٨٢.
[٨٣] اليتيمة ٤: ٢٠٧، وفيه: «واستفاد منها ...»
[٨٤] نفسه.
[٨٥] نفسه.
1 / 27