٣٧ - أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي الحافظ أخبرنا محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي أخبرنا محمد بن الحسين التيملي حدثنا علي بن العباس المقانعي حدثنا عباد بن يعقوب أخبرنا السري عن زياد بن المنذر عن محمد بن نشر قال
كنا جلوسا حول ابن الحنفية فحدث عن القرية التي كانت حاضرة البحر فذكر أن قوما من بني إسرائيل حرم الله عليهم حيتانهم يوم سبتهم قال وكانت الحيتان مما أوتيت من الأمان تخرج في ذلك اليوم حتى ترى في بيوتهم ودورهم وأفنيتهم فإذا غربت الشمس انسابت حتى تأتي البحر فغبرت بذلك زمنا طويلا ثم إن سفهاء مهم قالوا كيف لنا بهذه الحيتان أن تدخل علينا بيوتنا وطرقنا فقال بعضهم ما تريدون أليس لكم في ستة أيام وست ليال ما تصيدون وتأكلون فأبت أنفسهم فقالوا كيف نصنع فقال بعضهم ندعها فإذا دخلت أغلق كل رجل بابه وسد طريقه ثم يتركها تدور حتى تغرب الشمس يأخذونها ⦗٣٤⦘ من قريب فغبروا يفعلون ذلك فقال ناس منهم من أهل الخير ويحكم اتقوا الله فإن الله لا يخدع ويلكم لا تصيدوها فكذبوهم وساقوهم حتى جعل الرجل يلطم ويضرب وأن أناسا قالوا للذين ينهون ما تريدون منهم فوالله ما هم بالذين يطيعونكم فدعوهم
قال فأسفوا الله عليهم فكانوا ثلاث طبقات طبقة أكلت فمسخها الله قردة وطبقة نهت فأنجها الله وطبقة سكتت فكان عاقبة سكوتهم أن بعث الله عليهم من يسومهم سوء العذاب إلى يوم القيامة
قال فقرأ هذه الآيات: ﴿واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر﴾ إلى: ﴿وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا﴾ ثم قرأ: ﴿وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم﴾.
1 / 33