بثينة :
ائذن لي يا أبي أن أعترف في مجلسك بأني كنت في بعض أيام تنكري أجتمع بهذا الشاب النبيل، فلا أجد إلا أدبا حسنا، وعلما جما وخلقا فاضلا، وشمائل قد لا توجد في أبناء الملوك.
الملك :
أتذكرين يا بثينة كيف كنت معك ضد القاضي ابن أدهم، حين جاء يخطبك للأمير سيرى بن أبي بكر؟
بثينة :
أذكر ذلك يا أبي ولا أنسى لك فضلك ما حييت.
الملك :
اعلمي إذن يا بنية أن الأوان قد آن، وأن الإسلام لا دير فيه ولا رهبانية، وأن السجن قد يحتمله الطفل وقد يطيقه الكهل، ولكنه يرهق الشباب ويزهقه، فلن نرضى لك أن تشاطرينا هذا المنزل الخشن وهذه العيشة الجافية، وإن قلبي ليحدثني بأن ألفة روحية قد انعقدت بينك وبين هذا الشاب النبيل.
حسون (متدخلا) :
أيأذن لي الملك إن عرضت أن قوله الكريم إنما يعرب عما أكن لسيدتي الأميرة من الحب والإجلال، وإني أجد أقصى التشريف وغاية السعادة أن يأذن لي الملك في أن أخطب سيدتي بثينة إليه.
Unknown page