48

Amir Qasr Dhahab

أمير قصر الذهب

Genres

قال الرسول: إنه مات بطوس فجأة! - فجأة، وكيف كان ذلك؟ - خرج المأمون يوما من مرو إلى مدينة طوس لزيارة قبر الرشيد، ودعا عليا للزيارة معه، فلبى دعوته، وأقاما يومين في هذه المدينة، وبينما كانا يأكلان جاء الغلام بطبق من العنب فأكل علي منه كثيرا فمات! - وهل مات من العنب؟ - بلى، قد مات ...

فقال أحد الحاضرين: والله يا أمير المؤمنين ما مات علي بن موسى إلا مسموما!

فقال صالح بن الرشيد: عجبا! كان المأمون يحب عليا ويحترمه ويجله.

فسكت إبراهيم بن المهدي ساعة، وكأنما كان يفكر في هذا الحادث وكيف أن السياسة وأطماع الملك والسلطان لا قلب لها ولا نبل فيها، إلا لمن عصم الله، وهم قليل من قليل. ثم التفت إلى رسول المأمون وقال: بلغ مولاك أني قرأت كتابه ولكل كتاب جواب! •••

انصرف الرسول والتفت إبراهيم إلى من حوله وقال: ماذا تقولون في كتاب المأمون؟ - إنه خداع، وما نظنه صادقا في قوله يا أمير المؤمنين.

إبراهيم: صدقتم.

ثم التفت إلى ابنه «هبة الله» وأملى عليه الكتاب الآتي إلى المأمون:

بسم الله الرحمن الرحيم

من أمير المؤمنين إبراهيم بن المهدي إلى عبد الله المأمون.

أما بعد، فقد جاءني كتابك، فعجبت من خطابك فيه، وما اجترأت علي به من وصفي بالخروج والثورة عليك، وقد علمت أني لم أخلعك وحدي لكن الناس في العراق خلعوك وخرجوا عليك لخروجك عن سنة آبائك وشعار آلك، وتفريطك في أمرهم، تريد أن تنقله من ولد العباس إلى ولد علي. وقد أقمناه نحن بالسيوف، وسقيناه بالدماء، وألزمناهم الحجة بالطاعة لنا منذ اختارنا الله فيه دونهم وفتح الله بنا على المسلمين.

Unknown page