أما سمعت؟ قال إن السفرا والقناصل طلبوا مسك كل مشايخ الدروز وشنقهم. الصبح كنت عند الوالي، لا تقل هو خبرني، أنا ألقطها طائرة من هنا كلمة ومن هنا كلمة، والله العظيم لو سلح رجال الباشوره لطلعوا مقابل كل الإفرنج.
قدورا :
ولكن أنا سمعت أن فرنسا عازمة أن ترسل عسكرا كبيرا إلى هنا.
أبو فخر :
هل هذا صحيح؟ من قال لك ذلك؟ فرنسا كانت مع مولانا السلطان وقت حرب المسكوب هي والإنكليز، ولكن - الكلام بسرك - زادوها. قال قتلوا كل النصارى في الشام، هذا حرام! الله وصانا بالذمي وبالجار، الله يساعدنا، قل آخر زمان قرب وقت المهدي، ما سمعت ولا كلمة عن بيت رسلان، الأمير أحمد أنا ربيته، وبالي مشغول عليه، سألت الوالي عنه قال سمع أنه ترك البلاد وقصد حوران، الله يهونها، آخر زمان آخر زمان.
وبينما كان أبو فخر يتذاكر مع قدورا أفندي على ما تقدم، كان الخواجه بخور والخواجه شمعون يتذاكران في الأخبار التي بلغتهما من دمشق وفيما يخشى منه على بيروت.
فقال بخور: كانت المذبحة هائلة، وقد انتقمنا منهم على ما جرى لنا في مسألة البادري توما، واشترى يوسف كل الصيني الذي كان في بيت الخوري وكل شيلان الكشمير.
فقال شمعون: وما أدرانا أنهم لا يرتدون إلينا بعدما يخلصون منهم؟
بخور :
كان بالي مشغولا من هذا القبيل في أول الأمر، أما الآن فقد اطمأن، فإن أصحابنا دبروها في إسطانبول، وأتت مكاتيب توصية للوالي بنا في الشام وفي بيروت، حتى إخواننا الذين في دير القمر ما أصابهم شيء، الله يهونها على البرطيل فهو يحل شاشة القاضي.
Unknown page