فقال الشاعر أمين الجندي، وكان مع السامرين في تلك الليلة: رأيت صاحب المندل بعيني ونسخت تعازيمه،
19
وحفظتها عن ظهر قلبي، وجربتها بعد أن استعنت بآراء ابن خلدون فما نجحت، وإليكم الحكاية:
كنا في حمص شبابا، وأردنا أن نكتشف قاتلا، فلجأنا إلى صاحب المندل فأجاب طلبنا، وكانت الجلسة.
ألقى البخور في النار وغطى رأسه بكوفية بيضاء رقيقة جدا، ثم جاء بخاتم وكتب على ورقة ناصعة البياض بقلم غزار وحبر أسود أربع كلمات: «هاروت ماروت، يأجوج مأجوج». ثم كتب أيضا هذا الدعاء الذي وضعه ضمن الخاتم: «أقسمت عليكم يا أولاد بيرواح الموكلين ببني آدم، بحق الاسم الأعظم الذي قال للسموات والأرض: ائتيا طوعا أو كرها. قالتا: أتينا طائعين. أجيبوا طلبي مسرعين. بحق النقش الذي على خاتم سليمان.» ثم أخذ يعزمم بما يأتي: «سقموش سقموش، الياخ الياخ، جاوب يا أحمر، وأنت يا أبيض. انزلوا في هذا المندل - وكان وضع طستا أمامه فيه ماء - واكشفوا الحجاب بينكم وبين الناظرين. بحق سبوح قدوس رب الملائكة والروح، وبالحق نزل إنه من سليمان. ائتوني مسلمين طائعين لأسماء رب العالمين. الوحا الوحا، العجل العجل.»
واستمر يتلو هذه التعزيمة نحو نصف ساعة أو أكثر، فاختفى اللون الأسود وحل محله اللون الأبيض ... ثم رأينا الرجل الذي طلبناه وعرفنا أين يقيم.
فقال بطرس كرامه: هل وصلتم إليه، وقبضتم عليه؟
فقال أمين الجندي: ما جربنا ولا سعينا.
فتمتم الأمير: إذن ... ما ترقينا
20
Unknown page