Amin Khuli
أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد
Genres
وعضو لجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة
الباب الأول
منهاج
الفصل الأول
أمين الخولي ورسالة التطور في الفكر الديني
(1) توطئة
إذ شهد شهر مايو (1995) مرور مائة عام على ميلاد أمين الخولي، يتبدى أمامنا قرن من تاريخ الحضارة العربية، لنذكر كيف كان الربع الثاني منه - في أعقاب ثورة 1919 المصرية - مرحلة توهج للثقافة العربية، وتوثب طامح للعقل فيها.
الوطأة الوبيلة للاستعمار، التخلف الضارب في الأعماق، البون الشاسع بيننا وبين العالم الصناعي المتقدم والمتسيد ... كان هذا قوة دفع هائلة لمفكرينا ومثقفينا في بحثهم الدءوب عن الخروج من هذا الوضع المأزوم واللحاق بركاب العصر، إثبات الذات فيه ونشدان الهوية، والمساهمة بنصيب في آفاق التقدم المتسارع.
انطلقت جهودهم في جملتها من الثبات البنيوي في حضارتنا - النص الديني والتراث - نحو استشراف روح العصر وقيم الحداثة التي تبلورت في تجربة الحضارة الأوروبية. كانت انطلاقة ساهمت في ترسيمها خطوط متفاوتة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، من أعمق جذور الأصالة إلى أبعد آفاق المعاصرة، خطوط سلفية وإصلاحية وتحديثية وعلمية وعلمانية توفيقية وليبرالية واشتراكية، تحاورت جميعها في أجواء متفتحة مواتية، نجدها الآن! أكثر مواءمة لقيم العقلانية النقدية، وأشد نزوعا لغاية «التجديد» التي يناط بها تحديث وجودنا الحضاري بتميزه، ومن ثم التنهيض المرجو والتنمية. (2) شيخ التجديد
في هذا المناخ الموار كان الدور الريادي الذي لعبه الشيخ أمين الخولي، بتمكنه الأستاذي من التراث ونصوصه - من أصوليات حضارتنا - لينذر جهوده لقضايا التجديد. فكان بحق شيخ الأصوليين في التجديد، وشيخ المجددين في الأصولية؛
Unknown page