Amin Khuli
أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد
Genres
له معنيان أو مدلولان، أحدهما قديم متوارث، والآخر حديث معاصر. لئن كان كلاهما يتمثل في الخولي، فإن ما يهمنا هو تحقق المدلول المعاصر في شخصيته التفسيرية، فضلا عن مسيس احتياجنا الحضاري لذلك المدلول المعاصر.
الهيرمنيوطيقا في أصوله القديمة هو علم تأويل الكتب أو النصوص المقدسة. ومع تطوره التاريخي اكتسب مرونة واتساعا، حتى أصبح أخيرا وبفضل الفلسفة الألمانية، واحدا من أهم تيارات الفلسفة في الربع الأخير من القرن العشرين.
الهيرمنيوطيقا كتيار فلسفي معاصر ينطوي على موقفين متقابلين، أحدهما يتبع فيلهلم دلتاي
W. Dilthey (1833-1911) ويرى التأويل أو الفهم
Verstehen
منهاجا للعلوم الاجتماعية والتاريخية. أما الموقف الثاني فيتبع مارتن هيدجر
M. Heidegger (1889-1976) ويرى التأويل «حدثا أنطولوجيا» أي حدثا وجوديا. التفاعل بين النص وبين المفسر/المئول إطار ضروري لتفهم الموضوع المطروح، إنه جزء من تاريخ ذلك النص، كما أن طرح قواعد ومعايير لتفهم ما يقوله النص إنما هو موقف تاريخي ووجودي للمئول/المفسر.
10
وسوف نسير الآن عبر الخط الهيدجري لنجد الهيرمنيوطيقا نظرية عن الخبرة الواقعية الحية بالنص. إنه علم قراءة وفهم النصوص على إطلاقها، سواء دينية أو تراثية أو فلسفية أو قانونية. ويكتسب أهمية خاصة في النصوص التراثية؛ لأن القراءة الهيرومنيوطيقية ينصهر فيها النص والقارئ معا، الماضي والحاضر في علاقة جديدة تبادلية وتكاملية، إنها حوار مستمر مع النص يجعله مفتوحا دائما لفهم جديد وتأويل جديد. هكذا تغدو النصوص معاصرة دائما، معاصرة لكل من يقرؤها مجددا. «النص لا يقول الحقيقة، بل يفتح علاقة مع الحقيقة»،
11
Unknown page