126

شيخان قريش وجلتها: عبد الله بن جدعان، وحرب بن أمية، وهشام بن المغيرة، يقولون لعبد المطلب: هنيئا لك أبا البطحاء!! أي عاش لك أهل البطحاء، وفي ذلك تقول رفيقة بنت أبي صيفي: وقد فقدنا الحيا واجلوز المطر سحا فعاشت به الأنعام والشجر وخير من بشرت يوما به مضر ما في الأنام له عدل ولا خطر بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا فجاد بالماء جوني له سبل منا من الله بالميمون طلعته مبارك الأمر يستسقى الغمام به قال: أخبرنا دارم بن محمد بن يزيد النهشلي الغفاري بقراءتي عليه في جامع الكوفة، قال: أخبرنا أبوالطيب محمد بن الحسن التيملي المعروف بابن النحاس قراءة عليه، قال: حدثنا علي بن العباس البجلي المقانعي، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: أخبرنا عمار بن الأحوص أبو اليقظان، قال: حدثني أبو هارون العبدي، عن ربيعة السعدي، قال: قال حذيفة: دعا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بلالا، فقال : ((يا بلال أذن في هذا اليوم قبل وقت الذي كنت تؤذن فيه قبل اليوم)) يعني الظهر، فلما زالت الشمس قام بلال فأذن واجتهد في الأذان، فلما سمع ذلك المهاجرون والأنصار فزعوا لذلك، وقالوا: ما بال بلال ورسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حي بين أظهرنا شاهد لم يغب يؤذن قبل الوقت الذي كان يؤذن فيه قبل اليوم، ثم قال بعضهم لبعض: بلال أعلم بالله وأطوع لرسوله من أن يفعل شيئا لم يؤمر به، ولكن لا شك أن الله قد أحدث إلى نبيه أمرا أحب أن يعلمكموه، قال: فقاموا فتأهبوا، فأتوا المسجد، فلما بلغوا وقت الصلاة، جاء رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فصلى، فلما انصرف قام إلى باب من أبواب المسجد فأخذ بعضادتيه، وكان في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مكان يسمى الصفة أو السدة، شك أبو سعيد، يأوي فيه أضياف رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وقال: ((لكم أثر يا أهل الصفة لأنكم غرباء، وأنتم تأتون بلدانا كثيرة فهل تسمعون؟)).

قالوا: سمعنا يا رسول الله.

قال: ((إن الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما، فذلك قوله: ?وأصحاب اليمين?[الواقعة:27]، وأنا سيد أصحاب اليمين.

ثم قسم القسمين فجعلني في خيرهما قسما، فذلك قوله عز وجل: ?والسابقون السابقون، أولئك المقربون?[الواقعة:10-11]، وأنا سيد السابقين.

Page 132