111

ثم قام الثاني فقال لصاحبه: تنح، ثم أدخل يده في جوفي فأخرج قلبي وأنا أنظر إليه، فصدعه فأخرج منه مضغة سوداء فرمى بها، ثم قال بيده: بضعة منه، كأنه يتناول شيئا، فإذا أنا بخاتم في يده من نور، يخطف أبصار الناظرين دونه، فختم قلبي فامتلأ نور النبوة والحكمة، ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذاك الخاتم في قلبي دهرا.

ثم قام الثالث فنحى صاحبه فأمر يده بين ثديي ومنتهى عانتي فالتأم ذاك الشق بإذن الله، ثم أخذ بيدي فأنهضني من مكاني إنهاضا لطيفا.

فقال الأول للذي شق بطني: زنوه بعشرة من أمته فوزنوني فرجحتهم.

ثم قال: زنوه بمائة من أمته فوزنوني فرجحتهم.

ثم قال: زنوه بألف من أمته، فوزنوني فرجحتهم.

قال: دعوه فلو وزنتموه بأمته جميعا لرجحهم، ثم قاموا إلي فضموني إلى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني، وقالوا: حبيب لم ترع، إنك لو تدري ما يراد بك من الخير لقرت عينك.

قال: فبينما نحن كذلك إذ أقبل الحي بحذافيرهم؛ فإذا ظئري أمام الحي تهتف بأعلى صوتها، وهي تقول: يا ضعيفاه.

قال: فأكبوا علي يقبلوني، ويقولون: يا حبذا أنت من ضعيف، ثم قالت: يا وحيداه، قال: فأكبوا علي وضموني إلى صدورهم، وقالوا: يا حبذا أنت من وحيد ما أنت بوحيد، إن الله معك وملائكته والمؤمنين من أهل الأرض.

Page 117