قَالَ أَبُو الْقَاسِم: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس وشبيةٌ بِهَذَا من الجوابات المسكتة مَا روى عَنِ الخنساء حِين دخلت على عَائِشَة ﵂ فأنشدتها قَوْلهَا فِي أَخِيهَا صَخْر:
أَلا يَا صَخْر إِن أبكيت عَيْني ... فقد أضحكتني زَمنا طَويلا
بكيتك فِي نسَاء معولاتٍ ... وَكنت أَحَق من أبدى العويلا
دفعت بك الخطوب وَأَنت حَيّ ... فَمن ذَا يدْفع الْخطب الجليلا
إِذا قبح الْبكاء على قتيلٍ ... رَأَيْت بكاءك الْحسن الجميلا
فَقَالَت عَائِشَة: أتبكين صخرا وَهُوَ جَمْرَة فِي النَّار، فَقَالَت يَا أم الْمُؤمنِينَ ذَاك أَشد لجزعي عَلَيْهِ وأبعث لبكائي.
أنشدنا: أَبُو بكر بْن دُرَيْد قَالَ أَنْشدني عَبْد الرَّحْمَن عَن عَمه لمُحَمد بْن بشير من عدوان:
نعم الْفَتى فجعت بِهِ إخوانه ... يَوْم البقيع حوادث الْأَيَّام