إلى جانب ذلك فإننا نرى ابن الحاجب قد جاء بآراء خالف فيها جمهور النحاة وسأتحدث عنها إن شاء الله في الفصل الثالث.
شعره
لم يكن ابن الحاجب شاعرا، وما صدر عنه لا يعدو أبياتا قليلة تفتقر إلى المقومات الشعرية، وهي بذلك تصدر عن عقل فقيه وتصوره لا عن قلب شاعر وعاطفته.
ومع هذا فإنه قد نظم مقدمته النحوية (الكافية) في منظومته (الوافية).
ونظم في العروض (المقصد الجليل إلى علم الخليل). ونظم في المؤنثات السماعية (القصيدة الموشحة بالأسماء المؤنثة).
ومن شعره هذان البيتان (١):
أي غد مع يد دَدٍ ذي حروف ... طاوعت في الرويّ وهي عيون
ودواة والحوت والنون نونا ... ت عصتهم وأمرها مستبين
...
وهما جواب عن البيتين المشهورين:
ربما عالج القوافي رجال ... في القوافي فتلتوي وتلين
طاوعتهم عين وعين وعين ... وعصتهم نون ونون ونون
...
وهذان بيتان له في الإخوانيات تبدو فيهما عقلية الفقيه (٢):
إن غبتم صورة عن ناظريَّ فما ... زلتم حضورًا على التحقيق في خلدي
مثل الحقائق في الأذهان حاضرة ... وإن ترد صورة في خارج تجد
...
_________
(١) وفيات الأعيان ٣/ ٢٤٨.
(٢) الطالع السعيد ص ٣٥٢.
1 / 23