Amali
أمالي ابن الحاجب
Investigator
د. فخر صالح سليمان قدارة
Publisher
دار عمار - الأردن
Publisher Location
دار الجيل - بيروت
Genres
[إملاء ٢٩]
[إعراب قوله تعالى: ﴿والذين لا يؤمنون في آذائهم وقر﴾]
وقال أيضًا ممليًا بالقاهرة سنة ثلاث عشرة على قوله تعالى: ﴿قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمي﴾ (١):
يجوز أن يكون (٢) مخفوضًا عطفًا على قوله: ﴿للذين آمنوا﴾. وقوله: ﴿في آذانهم وقر﴾، مرفوع على العطف على قوله: هدى، و(في آذانهم) بيان لمحل الوقر لا خبر (٣) للمبتدأ الذي هو وقر، لأن و(الذين لا يؤمنون في آذانهم وقر) عطف على قوله: ﴿للذين آمنوا هدى وشفاء﴾، فلا بد أن يكون موافقًا له في الإعراب، فيجب أن يكون المعطوف على (للذين) مخفوضًا، والمعطوف على (هدى)، مرفوعًا بالابتداء، ويكون المخفوض مع تقدير خافضه هو الخبر، كما أن الأول كذلك، وإلا لم يكن معطوفًا عليه، ولا يستيم أن يقال: اجعل (في آذانهم وقر) جملة في موضع رفع معطوفة على هدى، لأنه يؤدي (٤) إلى أن يكون المبتدأ جملة، ولا يكون ذلك، إذ (٥) المخبر عنه لا يكون جملة أبدًا، ويلزم من هذا التقدير أن يكون عطفًا على عاملين، ومثل هذا في العطف على عاملين جائز عند المحققين المتأخرين، كقولك: في الدار زيد والحجرة وعمرو، وما كل سوداء تمرة ولا بيضاء شحمة (٦)، ونظائره، وهو كثير.
(١) فصلت: ٤٤. (٢) الضمير في (يكون) يعود على (الذين) الثاني. (٣) في الأصل لا خبرًا. والصواب ما أثبتناه لأنه مرفوع عطفًا على ما قبله. (٤) في س: مؤد. (٥) في س: لأن. (٦) انظر الإملاء رقم ١٨ من هذا القسم حيث تحدث المؤلف عن مسألة العطف على عاملين.
1 / 154