120

Amali

أمالي ابن الحاجب

Investigator

د. فخر صالح سليمان قدارة

Publisher

دار عمار - الأردن

Publisher Location

دار الجيل - بيروت

Genres

للأضياف والمحتاجين. ومعناه: كل امرئ تحسبين أمرًا كاملًا وكل نار تحسبينها نارًا مفيدة، ولكن مثل ذلك يحذف للعلم ب، وهو أحسن من إثباته (١). ومخالفوه يزعمون أن المضاف محذوف مقدر، وترك المضاف إليه على إعرابه، ومثله في حذف المضاف وترك المضاف إليه على إعرابه قولهم (٢): ما مثل أبيك ولا أخيك يقولان ذلك. ومثله: ما مثل أبيك يقول ذاك ولا أخيك. ووجه الاستدلال بالمثال الأول أنه لو لم يكن المضاف مقدرًا لوجب أن تقول: يقول ذاك، لأنك إذا جعلت "أخيك" معطوفًا على "أبيك" فقد دخل في حكم المضاف إليه مثل، وأنت لا تخبر إلا (٣) ن المضاف لا عن المضاف إليه، بدليل امتناع: كتاب زيد وعمرو حسنان. وإذا قدرت "مثل" كنت عاطفًا "مثل" أخرى على "مثل" الأولى، فعطفت على المضاف، وإذا عطفت على المضاف وأخبرت عنه وجب أن تخبر عنهما جميعًا بدليل وجوب: زيد وعمرو قائمان. وأما (٤) المثال الثاني فلأن المعطوف لا يفصل بينه وبين المعطوف عليه بجزء أجنبي، لأن المعطوف والمعطوف عليه كالشيء الواحد، ولو جعلت "أبيك" معطوفًا على "أخيك" لكنت (٥) فاصلًا بينهما بالجزء الأجنبي الذي هو خبر، وهو: يقول ذاك، فيجب أن تقدر "مثل" لتكون عاطفًا جملة على جملة، حذفت من الجملة الثانية خبرها لدلالة الأول عليه، فكأنه قيل: ما مثل أبيك يقول ذلك ولا مثل أخيك يقول ذلك. والله أعلم بالصواب.

(١) قال سيبويه: "فاستغنيت عن تثنية كل لذكرك إياه في أول الكلام ولقلة التباسه على المخاطب". الكتاب ١/ ٦٦. فهذا ومثله ليس عنده عطفًا لى عاملين. (٢) في س: قوله: والأنسب ما أثبتناه. (٣) ألا: سقطت من د. (٤) أما: سقطت من د. (٥) في ب، د: كنت، والأحسن ما أثبتناه.

1 / 135