أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد البغدادي، قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر الزيدي، قال: حدثنا محمد بن عيسى النحوي، عن محمد بن زكريا، عن الصباح بن راشد، عن أبان بن أبي عياش،
عن أنس بن مالك، قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى غزوة تبوك، استخلف عليا على المدينة وما هناك، فقال المنافقون عند ذلك: إن محمدا قد شنئ ابن عمه ومله. فبلغ ذلك عليا، فشد رحله وخرج من ساعته.
فهبط جبريل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فخبره جبريل(1) بقول المنافقين في علي عليه السلام، وخروج علي للحاق به، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مناديا فنادى بالتعريس في مكانهم، قال: ففعلو. ثم جاؤا إليه يسألونه عن نزوله في غير وقت التعرس، فأخبرهم بما أتاه جبريل عليه السلام عن الله عز وجل، وأخبرهم بأن الله عز وجل أمره أن يستخلف عليا بالمدينة.
قال: فركب قوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليتلقوه، فما راموا مواضعهم إلا وقد طلع علي عليه السلام مقبلا، قال: فتلقاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما شيا، وتبعه الناس، فصافحه(2) رجل رجل، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحوله الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: ما أقبل بك إلينا يابن أبي طالب؟ قال: فقص عليه القصة من قول المنافقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( يا علي، ماكان خلفتك إلا بأمر الله، وما كان يصلح لما هناك غيري وغيرك، أما ترضى يا ابن أبي طالب عليه السلام أن أكون استخلفتك كما استخلف موسى هارون، أما والله إنك مني بمنزل هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي )).
Page 71