أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد البحري سنة خمسين وثلاثمائة، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه، قراءة عليه في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثمائة ، قال: حدثنا الحسين بن الحكم الوشاء [الحبري]، قال: حدثنا الحسين بن الحسن الأنصاري، قال: حدثنا حفص بن راشد، عن جعفر بن سليمان، عن الخليل بن مرة، عن عمرو بن دينار، عن جابر ابن عبد الله الأنصاري قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم خيبر: (( لا تمنوا لقاء العدو، فإنكم لا تدرون بما تبتلون منهم، فإذا لقيتموهم، فقولوا: اللهم أنت ربنا وربهم، وقلوبهم بيدك، وإنما يقلبها أنت، وألزموا الأرض لسوسا، فإذا غشوكم فثوروا إليهم وكبروا. لأبعثن بالراية(1) غدا إن شاء الله تعالى رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لا يولي ولا يرجع حتى يفتح الله عليه )) (2).
فرجاها أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كلهم يرى أنه هو، حتى إذا كان الغد أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي عليه السلام، وهو أرمد شديد الرمد، فقال له: سر وعقد له راية، ثم دفعها إليه، فقال له: يا رسول الله، ما أبصر موضع قدمي من الرمد. فتفل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عينيه ودفع إليه الراية، فقال له علي عليه السلام: على ما أقاتل يا رسول الله؟ قال: على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا دماءهم وأموالهم، إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى.
فأخذ علي عليه السلام الراية، ثم خب بها فجعلنا نسعى خلفه(3)، فلا نلحقه حتى لقيهم ففتح الله عليه.
Page 66