أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد البحري سنة خمسين وثلاثمائة، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين، قال: حدثني الحسين بن الحكم الوشاء، قال: حدثنا الحسن بن الحسين العرني، قال: حدثني علي بن الحسن العبدي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري، قلنا: يا أبا أيوب، إن الله عز وجل أكرمك بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، إذ أوحى إلى راحلته فبركت على بابك، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ضيفا لك، فضيلة(1) من الله فضلك بها، فأخبرنا عن مخرجك مع علي بن أبي طالب؟
قال أبو أيوب: فإني أقسم لكما، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معي في هذا البيت الذي أنتما فيه، وما في البيت غير رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلي جالس عن يمينه، وأنا جالس عن يساره، وأنس بن مالك قائم بين يديه، إذ تحرك الباب. فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس أنظر من(2) بالباب. فخرج أنس ونظر، وقال: يا رسول الله، هذا عمار. فقال صلى الله عليه وآله: إفتح لعمار الطيب المطيب. ففتح أنس الباب، فدخل عمار فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فرحب به، ثم قال: يا عمار، إنه سيكون من بعدي في أمتي هنات، حتى يختلف السيف فيما بينهم، وحتى يقتل بعضهم بعضا، وحتى يتبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني يعني علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فإن سلك الناس واديا وسلك علي واديا، فاسلك وادي علي، وخلي عن الناس، يا عمار إن عليا لا يردك عن هدى، ولا يدلك على ردى، ياعمار، طاعة علي طاعتي، وطاعتي طاعة الله عز وجل(3) .
Page 62