فقال لهم محمد بن الحنفية: إخسئوا ذرية النار، وحشوا النفاق، وحصب جهنم، أنتم لها واردون، عن الأسل(1) النافذ، والنجم الثاقب، والقمر المنير، ويعسوب المؤمنين، من قبل أن تطمس وجوه فترد على أدبارها، أو تلعنوا كما لعن أصحاب السبت، وكان أمر الله مفعولا، أو لا تدرون أي عقبة تتسنمون، بل ينظرون إليك وهم لا يبصرون، أصنو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تستهدفون ضلة بكم، هيهات برز والله بسبق، وفاز بخصل محرزا لقصبات سبقه، فانحسرت عنه الأبصار وتقطعت دونه الرقاب، واحتقرت دونه رجال، فكرثهم السعي، وفاتهم الطلب، وأنى لهم التناوش من مكان بعيد(2):
فخفضا أقلوا لا أبا لأبيكم ... من اللؤم أو سدوا المكان الذي سدوا
وأنى(3) تسدون مسد أخي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ شفعوا، وشبيه هارون إذ منحوا، والبادئ ببدر إذ ابتدروا، والمدعو إلى خيبر إذ نكلوا، والصابر مع هاشم يوم هاشم إذ حصلوا، والخليفة على المهاد ومستودع الأسرار:
... تلك المكارم لاقعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
وأنى يبعد عن كل مكرمة وعلا وقد نمته، ورسوله الله أبوه، وتفيئا في ظل، ودرجا في سكن، وتريبا في حجر، منتجبان مطهران من الدنس.
Page 60