Amali
أمالي أبي طالب ع
Genres
ثم يقوم قائما مستقبل القبلة، والشفرة بيده، ويقول: { آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون}، ثم يأمر بالكبش فينحى عن المذبح، ويدعو بالآخر فيصنع به في الأشياء كلها كما صنع بالأول، غير أنه يقول في الدعاء: اللهم تقبل من محمد وأمته من لم يذبح منهم من شهد لك بالتوحيد، ولي بالتبليغ.
ثم يأمر بأكبادهما فتشوى، فيأكل منها، ويطعم أهل بيته، ثم يامر بكل كبش منهما فيقسم على ثلاثة أثلاث، فيطعم أهل بيته الثلث، ويعطم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث.
ثم قال: وقام فينا خطيبا يوم عرفة، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر ما شاء الله، ثم قال: اشتروا الأضاحي واستعظموها واستسمنوها، ولا تماكسوا في أثمانها، فإنما تخرجونها لله، ولا يذبحن أضاحيكم إلا طاهر، ولا يأكلن منها إلا مؤمن، واحضروها إذا ذبحت، فإنه يغفر لكم عند أول قطرة من دمها، فإنكم ترون دما يسل في الأرض وهو في حرز حتى يوفى صاحبها الأجر يوم القيامة بكل قطرة من دمها، وبكل بضعة من لحمها، وكل شعرة من شعرها، وبكل صوفة من صوفها، حتى عظمها وقرونها، ترونها حسنات يوم القيامة في كتبكم، وثقلا في موازينكم.
قال ابن عباس: رضي الله عنهما: فأخبرنا نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنه أتاه جبريل عليه السلام: آخر النهار من يوم النحر، قال فلما فرغ من الوحي سألته فقلت: ياجبريل هل وافق ذبحنا هذا أمر الله تعالى؟ قال: نعم يا محمد، لقد تباشر بذبحكم أهل السماء )) .
واعلم أن الجذع من الضأن أفضل من الثني، والثنية من المعز، ولو علم الله ذبحا أفضل منه لحمله لخليله إبراهيم عليه السلام، وفدى به ابنه ثمرة فؤاده وقرة عينه من الدنيا، والضأن الذبح الذي جاد به في القربان هابيل بن آدم، وضن بمثله أخوه قابيل.
Page 270