142

من كل حي قد قضينا وطرا

قال: فلا والله ما ارتفع له شيء إلا ضربه، فجد له حتى جاء عبد لكثير بن شبث بن ربعي، فضرب يده، واعتوروه بالرماح حتى قتلوه.

[قال السيد الإمام أبو طالب الحسني رضي الله تعالى عنه]: وروي من صنف أخباره هذه الأبيات على نسق آخر وزاد فيها، وقال: شد عليهم، وهو يقول:

شددت في السوق علي المغفرا

وشرطة الله قيام حسرا

إن يقتلوني يقتلوني حذارا

وابن سعيد بعده والمنذرا

من كل حي قد قضينا وطرا

لما رأيت الأمر قد تغيرا

وصارما محددا مذكرا

يسعون حولي جاهدين صبرا

محمدا قتلته وعمرا

والأبرص العبسي لما أدبرا

قال السيد أبو طالب: عنى بقول: محمد قتلته محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، وبقوله: عمر: عمر بن سعد بن أبي وقاص، وبالأبرص العبسي: شمر بن ذي الجوشن، وبابن سعيد: عبدالرحمن بن سعيد بن قيس الهمذاني، وبالمنذر: المنذر بن حسان الضبي.

روى الفرج علي بن الحسين المعروف بابن الأصبهاني في كتاب (مقاتل الطالبيين)، قال: حدثني عمر بن عبد الله العتكي، قال حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني محمد بن حرب(1)، قال: حدثني يحيى بن زيد(2) بن حميد، قال:

حدثنا سليمان بن داود بن الحسن، والحسن بن جعفر بن الحسن، قالا: لما حبسنا يعني في حبس أبي جعفر كان معنا علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن، فكانت حلق أقيادنا قد اتسعت، فكنا إذا أردنا صلاة، أو نوما خلعناها عنا، فإذا خفنا دخول الحرس أعدناها، وكان علي بن الحسن، لا يفعل ذلك، فقال له عمه عبد الله بن الحسن بن الحسن: يابني ما يمنعك من أن تفعل مثل هذا؟ قال: لا والله لا أخلعه حتى أجتمع أنا وأبو جعفر عندالله عز وجل فيسأله لم قيدني به(3).

Page 142