133

حدثني أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: حدثني أبو الفرج علي بن الحسين بن مروان الدمشقي إملاء، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن ميسرة(1)، قال: حدثنا محمد بن زياد المكي المعروف بابن الأعرابي، قال:

حدثنا المفضل بن محمد الضبي، قال: كان إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن متواريا عندي بالبصرة، فقال لي: إنك تخرج وتتركني ويضيق صدري، فاخرج إلي شيئا من كتبك. فأخرجت إليه شيئا من الشعر، فاختار منه سبعين قصيدة، ثم أتبعتها أنا بسائر إختياري، فالسبعون من أول الإختيارات إختياره، والباقي إختياري، فلما كان يوم خروجه خرجت معه، فأتى دار جعفر بن سليمان، فأمنهم، وأخرج إليه صبيان من صبيانهم، فقال: هؤلاء منا وإلينا، غير أن آبائهم قطعوا أرحامنا، وابتزوا أمرنا، وسفكوا بغير حق دمائنا، ثم أنشد:

إن بنا سورة من الغلق(2)

تغمز أنسابنا من الرتق(3)

عز عزيز ومعشر صدق

تكحل يوم الهياج بالزرق

مهلا بني عمنا ضلامتنا

لمثلكم تحمل السيوف ولا

إني لأنمي إذ(4) انتميت إلى

بيض سباط كأن أعينهم

فقلت: يا ابن رسول الله، ما أفحل هذه الأبيات وأحسنها، فمن قائلها؟ فقال: هذه قالها ضرار بن الخطاب الفهري يوم الخندق، وتمثل بها علي، أيام صفين، والحسين يوم الطف، وزيد يوم السبخة، ويحيى بن زيد يوم الجوزجان، ونحن اليوم.

قال: فتطيرت له من تمثله بأبيات ما تمثل بها إلا قتيل(5).

Page 133