مَجْلِسٌ مِنْ أَمَالِي الشَّيْخِ الزَّاهِدِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ابْنِ فَنْجُوَيْهِ الثَّقَفِيِّ
فِي «فَضْلِ رَمَضَانَ»
رِوَايَةُ أَبِي نَصْرٍ حَمْدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ حَمْدٍ الْهَمْذَانِيِّ عَنْهُ
رِوَايَةُ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَذْ عَنْهُ (١)
رِوَايَةُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَد بْنِ الْبُخَارِيِّ عَنْهُ
، ــ،
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللهِ
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإمَامُ الْحَافِظُ الْعَلامَةُ جَمَالُ الدِّينِ أبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ الزَّكِيِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُوسُفَ الْمِزِّيِّ بِقِرَاءتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ الثَّالِثِ عَشْرَ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَسَبْعِ مِئَةٍ بِقَرْيَةِ حَزَرَمَاءَ مِنْ مَرْجِ دِمَشْقَ الْمَحْرُوسَةِ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإمَامُ الْعَالِمُ فَخْرُ الدِّينِ أبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْبُخَارِيُّ الْمَقْدِسِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ: أَخْبَرَنَا أبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَذْ الْبَغْدَادِيُّ قِرَاءةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أبُو نَصْرٍ حَمْدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ حَمْدٍ الْهَمْدَانِيُّ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الزَّاهِدُ أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ فَنْجُوَيْهِ الثَّقَفِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأنَا أَسْمَعُ بِهَمْدَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِئَةٍ قَالَ:
_________
(١) ابْنُ طَبَرْزَذْ: عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسَّانٍ أبُو حَفْصٍ ابْنُ طَبَرْزَذْ، الدَّارَقَزَّيُّ الْبَغْدَادِيُّ الْمُؤَدِّبُ [٥١٦ - ٦٠٧ هـ] . شَيْخُ الْحَدِيثِ فِي عَصْرِهِ. أَدَّبَ الصِّبْيَانَ فِي مَحَلَّةِ «دَارَ الْقَزِّ» بِبَغْدَادَ فَنُسِبَ إِلَيْهَا. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ وَإِرْبَلَ وَالْمَوْصِلِ وَحَرَّانَ وَحَلَبٍ وَدِمَشْقَ وَغَيْرِهَا. وَالطَّبَرْزَذْ بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ هُوَ السُّكَرُ.
قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: الإِمَامُ الْمُحَدِّثُ الْمُسْنِدُ أبُو حَفْصٍ مُوَفِّقُ الدِّينِ الْمُؤَدِّبُ الْبَغْدَادِي.
وَقَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ: لَقَيْتُهُ بِدِمَشْقَ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ كَثِيْرًَا مِنَ الْكُتُبِ الْكِبَارِ والأَجْزَاءِ وَالْفَوَائِدِ، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سَنَةَ ٦٠٣ هـ الْغَيْلانِيَاتِ وَهِيَ أَحَدَ عَشَرَ جُزْءً، وَجَمَعَ لَهُ الْحَافِظُ أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ «مَشْيَخَةً» فِي جُزْأَيْنِ، وَبَعْضِ الثَّالِثِ، فِيهَا ثَلاثٌ وَثَمَانُونَ شَيْخًَا، وَاسْتُدْرِكَ عَلَيْهِ غَيْرُهُمْ، وَصَنَّفَ «مَسْنَدَ الإِمَامِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ» مِنْ رِوَايَتِهِ. وَقَالَ الْعِمَادُ ابْنُ كَثِيْرٍ، بَعْدَ أَنْ عَرَّفَهُ بِشَيْخِ الْحَدِيثِ: كَانَ خَلِيعًَا ظَرِيفًَا مَاجِنًَا.
وَقَالَ الْحَافِظُ الْعَسْقَلانِيُّ: مُسْنِدُ الشَّامِيِّينَ، وَقَدْ وَهَّاهُ ابْنُ النَّجَّارِ مِنْ قِبَلِ دِينِهِ، يُسَامِحُهُ اللهُ.
قُلْتُ: وَأطَالَ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَرْجَمَتِهِ فِي «ذَيْلِ تَارِيخِ بَغْدَادَ»، وَزَعَمَ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُمْ يَوْمَهُ أَجْمَعَ، فَيَقُومُونَ إِلَى الصَّلاةِ وَلا يُصَلِّى مَعَهُمْ، وَكَانَ يَطْلُبُ الأَجْرَ عَلَى رِوَايَةِ الْحَدِيثِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ سُوءِ الطَّرِيقَةِ وَفَاسِدِ الْحَالِ، وَاللهِ أَعْلَمُ بِحَالِهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْعِمَادِ: مُسْنِدُ الْعَصْرِ، قَدِمَ دِمَشْقَ فِي آخِرِ أَيَّامِهِ، فَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، وَقَدْ أَمْلَى مَجَالِسَ بِجَامِعِ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ ظَرِيفًَا كَثِيْرَ الْمِزَاحِ. تُوُفِّي بِبَغْدَادَ سَنَةَ ٦٠٧ هـ، وَدُفِنَ بِبَابِ حَرْبٍ.
وَفِي دَارِ الْكُتُبِ الْمِصْرِيَّةِ جُزْءٌ فِيهِ أَحَادِيثَ عَنْ تِسْعَةَ عَشَرَ شَيْخًَا مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ طَبَرْزَدْ.
[إيْضَاحٌ] وفِي «مُحِيطِ اللُّغَةِ»: سُكْرٌ طَبَرْزَذٌ وطَبَرْزَلٌ وطَبَرْزَنٌ.
وفِي «تَاجِ الْعَرُوسِ»: مُعَرَّبٌ أَصْلُ مَعْنَاهُ: مَا نُحِتَ بِالفَأْسِ.
1 / 1
(١) أَخْبَرَنَا وَالِدِي أبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ فَنْجُوَيْهِ الثَّقَفِيُّ إِمْلاءً حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ الطَّلْحِيُّ أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ بْنُ عبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أنَّ أبَا هُرَيْرَةَ ﵁ أَخْبَرَهُ قَالَ: «لا تَقَدَّمُوا قَبْلَ شَهْرِ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ، وَلا يَوْمَيْنِ إِلا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صِيَامًَا فَلْيَصُمْهُ»
1 / 2
(٢) وَأَخْبَرَنَا وَالِدِي حَدَّثَنَا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الصَّرْصَرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الشَّاعِرُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَذَكَرَ ابْنُ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ» .
1 / 3
(٣) حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ: «نَهَى رسُولُ اللهِ ﷺ عَنْ صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ: التَّشْرِيقِ الثَّلاثَةِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ، وَيَوْمِ الْفِطْرِ، وَالْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ مِنْ رَمَضَانَ» .
1 / 4
(٤) حَدَّثَنَا وَالِدِي حَدَّثَنَا أحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا مُسَبِّحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُسَبِّحٍ حَدَّثَنَا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا مَعْرُوفُ بْنُ مُوسَى الْعُمَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَبَلَةَ الصَّنْعَانِيُّ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ﵁ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا اسْتَهَلَّ شَهْرُ رَمَضَانَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَهْلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيْمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، وَالْعَافِيَةِ الْمُجَلَّلَةِ وَالرِّزْقِ الْحَسَنِ، وَدِفَاعِ الأَسْقَامِ، وَالْعَوْنِ عَلَى الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَالْقِيَامِ وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ، وَسَلِّمْهُ مِنَّا، حَتَّى يَنْقَضِي وَقَدْ غَفَرْتَ لَنَا، وَرَحِمْتَنَا وَعَفَوْتَ عَنَّا، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ، فَيَقُولُ: أيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّهُ إِذَا اسْتَهَلَّ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِحَتْ أبْوَابُ السَّمَاءِ وَأبْوَابُ الْجِنَانِ، وَغُلِّقَتْ أبْوَابُ النَّارِ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ، وَكَانَ للهِ ﷿ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَنَادَى مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: اللَّهُمَّ أَعْطِ كُلَّ مُمْسِكٍ تَلَفًَا، وَأَعْطِ كُلَّ مُنْفِقٍ خَلَفًَا، فَإِذَا اسْتَهَلَّ شَهْرُ شَوَالٍ نُودِيَ الْمُؤْمِنُونَ: أَنْ اغْدُوا إلَى جَوَائِزِكُمْ، فَإِنَّهُ يَوْمُ جَائِزَةٍ، فَأَقَلُّ مَا يُجَازَي بِهِ الرَّجُلُ أَنْ يُكْتَبَ لَهُ أَلْفَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَيُمْحَى عَنْهُ أَلْف أَلْفَ سَيْئِةٍ، قَالَ: وَأَرَادَ الْمُسْلِمُونَ رَسُولَ اللهِ ﷺ أنْ يُخْبِرَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَاسْتَعَانُوا بِعِشْرِينِ وَمِئَةٍ مِنَ الْبَدْرِيِّينَ، وَكَانَ الْبَدْرِيُّونَ إِذَا سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ ﷺ لَمْ يُدْفَعُوا عَنْهُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مُنَادِيًَا، فَنَادَى: الصَّلاةَ جَامِعَةَ، فَلَمَّا صَعَدَ الْمِنْبَرَ، حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أُثْنِي عَلَى رَبِّي ﷿ أَحْسَنَ الثَّنَاءِ طُولَ الْحَيَاةِ وَبَعْدَ الْفَنَاءِ، وَأَحْمَدُهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ شِدَّةٍ أَوْ رَخَاءٍ، وَعَلَى طُولِ الْعَافِيَةِ وَحُسْنِ الْبَلاءِ، وَأَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلا اللهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أنِّي رَسُولُ اللهِ، قَالَ: فَارْتَجَّ الْمَسْجِدُ بِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: أيُّهَا النَّاسِ، إِنَّكُمْ قَدْ أَحْفَيْتُمْ فِي الْمَسْأَلَةِ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُخْبَرَكُمْ بِهَا فَتَتَكِّلُوا عَلَيْهَا، فَتَهَاوَنُوا بِبَقِيَّةِ الشَّهْرِ، أيُّهَا النَّاسِ مَنْ أَهْجَمَ عَلَيْهِ شَهْرُ رَمَضَانَ صَحِيحًَا سَلِيمًَا مُقِيمًَا، فَصَامَ نَهَارَهُ، وَقَامَ وِرْدًَا مِنْ لَيْلِهِ، وَحَافَظَ عَلَى صَلَوَاتِهِ مَجْمُوعَةً فِي جماعتهم، وَبَكَّرَ إلَى عِيدٍ وَجُمُعَةِ، وَحَفِظَ فَرْجَهُ وَلِسَانَهُ، وَغَضَّ بَصَرَهُ، فَقَدْ صَامَ الشَّهْرَ، وَأَدْرَكَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَفَازَ بِجَائِزَةِ الرَّبِّ ﷿.
1 / 5
(٥) أَخْبَرَنَا وَالِدِي حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَنَبَةَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمْزَةَ أبُو أَسِيدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا خَلَفٌ أبُو الرَّبِيعِ عَنْ أَنَسٍ ﵁ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَمَّا حَضَرَ شَهْرُ رَمَضَانَ: سُبْحَانَ اللهِ، مَاذَا تَسْتَقْبِلُونَ وَمَا يَسْتَقْبِلُكُمْ؟ - قَالَهَا ثَلاثًَا - فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁: يَا رَسُولَ اللهِ، وَحْيٌ نَزَلَ أَوْ عَدُوٌّ حَضَرَ، قَالَ: لا، وَلَكِنَّ اللهَ ﷿ يَغْفِرُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ لأَهْلِ هَذِهِ الْقِبْلَةِ، قَالَ: وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ يَهُزُّ رَأْسَهُ، وَيَقُولُ: بَخٍ بَخٍ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: كَأَنَّهُ ضَاقَ صَدْرُكَ مِمَّا سَمِعْتَ، قَالَ: لا، وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَكِنِّي ذَكَرْتُ الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «الْمُنَافِقُ كَافِرٌ، وَلَيْسَ لِكَافِرٍ فِي ذَا شَيْءٌ» .
_________
(٥) مُنْكَرٌ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ (١٨٨٥)، وَالدَّوْلابِيُّ «الْكُنَى وَالأَسْمَاءُ» (١/١٠٧)، وَالْعُقَيْلِيُّ «الضُّعَفَاءُ» (٣/٢٦٥)، وَالطَّبَرَانِيُّ «الأوْسَطُ»، وَالْبَيْهَقِيُّ «شُعُبُ الإِيْمَانِ» (٣/٣٠٩/٣٦٢١)، وَأبُو طَاهِرِ بْنُ الأَنْبَارِيِّ «مَشِيخَتُهُ»، وَالْوَاحِدِيُّ «الْوَسِيطُ» (١/٦٤/١)، وَالضِّيَاءُ «الْمُخْتَارَةُ» (٢١١٤،٢١١٣،٢١١٢،٢١١١) مِنْ طُرُقٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ حَمْزَةَ أبِي أَسِيدٍ الْقَيْسِيِّ عَنْ خَلَفٍ أبِي الرَّبِيعِ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًَا بِه.
وَقَالَ أبُو بَكْرِ ابْنُ خُزَيْمَةَ: «إنْ صَحَّ الْخَبَرُ، فَإِنِّي لا أَعْرَفُ خَلَفًَا أبَا الرَّبِيعِ هَذَا بِعَدَالَةٍ وَلا جَرْحٍ، وَلا عَمْرَو بْنَ حَمْزَةَ الْقَيْسِيَّ الَّذِي هُوَ دُونَهُ» .
وقال الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ: «ذَكَرَهُمَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِمَا جَرْحًَا، وَقَالَ: خَلَفُ بْنُ مِهْرَانَ أبُو الرَّبِيعِ إِمَامُ مَسْجِدِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، وَخَلَفُ أبُو الرَّبِيعِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ حَمْزَةَ الْقَيْسِيُّ آخَرُ غَيْرُهُ، وَلَعَلَّهُمَا وَاحِدٌ وَاللهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ فِي عَمْرِو بْنِ حَمْزَةَ الْقَيْسِيِّ: رَوَى عَنْهُ مُسْلِمُ بْنُ إبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْوَليِدِ الْخُزَاعِيُّ» .
قُلْتُ: كَذَا جَهِلَ أبُو بَكْرٍ وَالْمَقْدِسِيُّ حَالَهُمَا، مَعَ مَعْرِفَةِ غَيْرِهِمَا مِنَ الأَئِمَّةِ بِضَعْفِ أَدْنَاهُمَا. فإن عَمْرَو بْنَ حَمْزَةَ الْقَيْسِيِّ الْبَصْرِيَّ ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَالْعُقَيْلِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ هَذَا. وَذَكَرَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي «الْكَامِلِ» (٥/١٤٣) حَدِيثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ، وَقَالَ: مِقْدَارُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ.
1 / 6
(٦) حَدَّثَنَا وَالِدِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرٍ الأَمِيرِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مُدْرِكٍ الْهَجَسْتَانِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا كَانَ أوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللهُ ﷿ إلَى خَلْقَهِ، وَإِذَا نَظَرَ اللهُ ﷿ إلَى عَبْدِهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًَا، وَللهِ ﷿ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ أَلْفُ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ» .
آخِرُ الْمَجْلِسِ
كَتَبَهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ...... مِنْ خَطِّ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجَعْبَرِيِّ.
_________
(٦) مَوْضُوعٌ. لَمْ يَرْوِه عَنْ مَالِكٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ إِلا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَهُوَ فِيمَا يُقَالُ: عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أبُو عَمْرٍو الأَمَوِيُّ، يَسْرِقُ الْحَدِيثَ وَيَضَعُ عَلَى الثِّقَاتِ مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَلا الرِّوَايَةُ عَنْهُ إِلا تَحْذِيرًَا مِنْهُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ «الكامِلُ» (٥/١٧٦): «كَانَ يَسْكُنُ نِصِّيبِينَ، وَدَارَ الْبِلادَ، وَحَدَّثَ عَنْ مَالِكٍ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَابْنِ لَهِيعَةَ وَغَيْرِهِمْ بِالْمَنَاكِيرِ، يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ» . وَذَكَرَ جُمْلَةً مِنْ بَوَاطِيلِهِ وَمَنَاكِيرِهِ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ «الْمَجْرُوحِينَ» (٢/١٠٢): «عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَغْرِبِيُّ أبُو عَمْرٍو شَيْخٌ قَدِمَ خُرَاسَانَ، فَحَدَّثَهُمْ بِهَا. يَرْوِي عَنْ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَمَالِكٍ وَابْنِ لَهِيعَةَ، وَيَضَعُ عَلَيْهِمْ الْحَدِيث، كَتَبَ عَنْهُ أَصْحَابُ الرَّأي، لا يَحِلُّ كِتَابَةُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الاعْتِبَارِ. رَوَى عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «صَلُّوا خَلَفَ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَصَلُّوا عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللهُ» . وَلَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ، ولا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَلا مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ، وَلا مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ» .
1 / 7