وتفاهمنا على الحب بيننا وإن لم نتصارح به، ولم يكن أحد في المدينة يعلم بأمرنا.
وكان لصديقتي أربعة أولاد كبار، وما كانت تتصور أن غلاما في مثل سن أكبر أبنائها، يمكن أن يحب صديقتها التي في سنها.
وكنت من ناحيتي لا أفتأ أقول لها: إن الغلام يدأب على العمل ويكد له، ولم أعد أدعو الصديقات إلى بيتنا، واعتذرت لهن بأنني آخذ دروسا في فن التطريز، وأنني أخرج من البيت في كل أصيل لذلك الدرس.
أما زوجي فقد راح يقول في ذات عشاء: أحسب ذلك الغلام «معجبا» بك مفتونا.
ومضى يضحك فاكها.
ذلك إذن هو رأي زوجي في الأمر ومعتقده، إنني إذن في مأمن من كل فضيحة أو خطر.
وعشت أيامي تلك في فرحة غاشية، أقضي ساعات الفراغ في إعداد ثياب جديدة للظهور بها على الغلام إذا قدم، وكان يجيء وأنا أحيك الثوب الطريف فيتناوله فيقبل الكمين والصدر والنحر ويقول: أنا بتقبيل الثوب جد قانع.
ولكنه في مرة ما قبل جبيني، وفي مرة أخرى قبل ما بين عيني.
لقد عشت في سكرة مقيمة لا أفيق منها وقد غادرتني سن الأربعين، فعدت شابة حارة الشباب، أعيش في قصة من أقاصيص السحرة، غير آبهة بأن هناك غلاما يدفع ثمن ذلك من نجيع دمه وحشاشته ... •••
وانتبهت من سكرتي على حين غرة، وصحوت من أحلامي على صدمة عنيفة. إذ وجدت الناس قد أخذوا يتحدثون فيما بينهم عن علاقتي بالغلام وأمري معه، ورأيت نظرة غريبة متهمة في عين صاحبتي، وسمعت خلسة غلاما يقول لصديق له وأنا أمر بهما: نعم، هذه هي السيدة التي يصعد ذلك الفتى المعهود إليها في كل أصيل.
Unknown page