ورواحها شهر وراكب صهوتها مستريح * اساطيل لم تحو الاساطير مثلها طواف على طامى العباب طوافر * وما هي الا اسهم الله للعدى سواء عليها مستجن وحاسر * وهي التي تسبق في البر الخبر * واذا اعتمد الفرفج الفساد في البلاد بشوانيهم التي هي احدى الكبر * قوبل ذلك من شوانى الاسلام بمثلها ومقابلة الفاسد بل المفسد بمثله وجه من وجوه النظر * تراها كامثال الطيور حوائما سواحلهم اوكارها والجزائر وما برحت الشوانى المنصورة اسوارا للثغور قدام اسوارها * وما اوقد الاعداء لحرب نارا الا وأطفأتها بنارها * وما بدا كل منها في يم يحكى مقلة كحلاء الا ولاح من المجاذيف هدبها * ولا استطارت برقا الا وبدا من اللجج سماؤها * ومن الامواج رعدها * ومن القلوع سحبها * هي الدهم الوانا وصبغ عجاجة فإن طلبت اعداءها فالأراقم يحكى كل قلع منها قلعة وما تحته منها ربض * وغيلا كم به ليث احتمى وأسد ربض * كم تبرج منها ربات حجال وذات حجل * واذا قيل كم قامت حروب الهوى على ساق فكم قامت بها للهوى حروب على رجل * وما سميت الصناعة بصناعة الإنشاء الا ان الشوانى من اسرار الملك والاسرار يجب ان يكون مستودعها مصان عن الافشاء ولانها المنشآت
Page 57