وحتى ما بقي شهم الا وعليه تشريف عديم المثال * ولا سهم الا وقد غزا الغزال * واستمر على ذلك في كل يوم حلقة يجمعها وأموال يفرقها * ومهامه يطرقها * ومناهج غير مسلوكه بحوافر خيله يطرقها * حتى وصل الى تروجة وكان الصاحب لوزير شمس الدبن قد توجه الى اسكند رية لملاحظة امورها * وبذل الجهد في تدبيرها * ثم ان مولانا السلطان توجه من تروجة الى جهة الليونة وقرب وقت العيد فاقام خلد الله سلطانه هناك شعاره * وبذل مباره * وصلى ونحر على أتم ما يجب وينبغي في مثل هذا العيد من التهاني بالكوسات الشريفة المستصحبة واحضار الخطيب والمنبر واظهار التقديس وتهليل والتكبير والنمجيد * وتفرقة الأضاحى حتى للقريب من الاولياء والبعيد * وانفصل هذا اليوم السعيد * عن سعي حميد وتدبير رشيد * رأى مولانا السلطان أنه لا بد لثغر الاسكندبية منه من حظ يتنوله * وفخر يتخوله * وتدبير به يتحصن * ونظر شريف به منه يتمول ويتمون * وليتسامع الاعدآء بان سلطان الارض لا يشغله شيء عن تفقد ثغوره * وانه بنفسه الشريفة يباشر جميع اموره * فقصد جهة الثغر في يوم الجمعة رابع عشر ذي الحجة فما قدم
Page 25