32

Al-suʾāl fī al-Qurʾān al-karīm wa-atharuhu fī al-tarbiyya wa-al-taʿlīm

السؤال في القرآن الكريم وأثره في التربية والتعليم

Publisher

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Edition

السنة الثالثة والثلاثون-العدد ١١١

Publication Year

١٤٢١هـ/٢٠٠١م.

Genres

وذلك بالسؤال عما ينفع وترك السؤال عما لا ينفع أو ما قد يجلب الإساءة للسائل، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ ١ وقال تعالى: ﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ ٢ وقال تعالى: ﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي﴾ ٣.
وقد استنبط بعض المفسرين توجيه القرآن إلى طرح الأسئلة المهمة وترك ما عداها من قول الله تعالى: ﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾ ٤.
فقال: "هناك تفسير يتجه بهذه الفقرة من الآية ﴿وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا﴾ وهو أنهم في سؤالهم عن تغير الهلال عكسوا في سؤالهم، فسألوا عما لا يعنيهم ولا يفيدهم، فهم بمثابة من يأتي البيوت من ظهورها، وكان الأولى أن يأتوها من أبوابها فيسألوا عما يعنيهم وينفعهم في أمر دينهم ودنياهم"٥.
(٤) - عدم إرهاق المتعلمين بالأسئلة
وذلك بتوجيه صعاب المسائل إليهم، فينبغي للمعلم أن يختار المسائل الميسرة ويتجنب الصعبة منها، وذلك تيسيرًا للمتعلمين وتشجيعًا لهم للإقبال على التعلم، وفي قصة موسى مع العبد الصالح توجيه إلى هذا المعنى، قال تعالى:

١ سورة المائدة: آية: ١٠١.
٢ سورة الإسراء: آية: ٨٥.
٣ سورة الأعراف: آية: ١٨٧.
٤ سورة البقرة: آية: ١٨٩.
٥ د. يوسف القرضاوي: العقل والعلم في القرآن الكريم؛ ص:٢١٧: نقلًاعن: نظم الدرر البقاعي: ٣/٩٩،١٠٠.

1 / 283