السنة النبوية وحي - شيخة بنت مفرج
السنة النبوية وحي - شيخة بنت مفرج
Publisher
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Genres
كان الصحابة يحفظون الأحاديث عن ظهر قلب ويبلغونها للناس بطريق المشافهة إلا ما كان من بعض أفراد قلائل كعبد الله بن عمرو بن العاص فقد أذن له النبي ﷺ في كتابة الحديث عنه.
فعن عبد الله بن عمرو هذا أنه قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله ﷺ أريد حفظه، فنهتني قريش، فقالوا: إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله ﷺ، ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ فقال: "اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق" (١) .
هذا ولاختلاف الصحابة في معرفة الكتابة وعدم معرفتها وكثرة حضورهم مجالسه ﷺ وقلة حضورهم اختلفوا في تحمل الحديث وأدائه قلة وكثرة فكان منهم المقل ومنهم المكثر.
هذا أبو هريرة ﵁ يقول: "ما من أصحاب رسول الله ﷺ أحد أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فانه كان يكتب ولا أكتب"٢)
وكما اختلف الصحابة في صفة الأخذ عن رسول الله ﷺ وفي كثرة المروي وقلته لأسباب أشرنا إليها كذلك اختلفوا في فقه الحديث حسب اختلافهم في الفهم والاستعداد الفطري فلم يكونوا سواء في معرفة الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمفسر
(١) أخرجه أبو داود ٤/٦٠، كتاب العلم، باب في كتابة العلم، ح ٣٦٤٦ وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود ٢/٦٩٥، ح ٣٠٩٩.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه مع ١/٢٠٦، كتاب العلم، باب كتابة العلم ح ١١٣.
1 / 27